نوف نايف العتيبي - الرياض

من المؤكد أن الجميع سمع أو قرأ عن تدشين الملك (حفظه الله) أكبر ميزانية لوزارة التربية والتعليم وذلك حرصا منه على تطوير الوطن من منطلق أنه لا تطور إلا بسلاح العلم الذي تفتقر الدولة لوجوده بشكل سليم، فوضع هذه الميزانية لتكون قفزة قوية في السلك التعليمي تساعد الطالب على الارتقاء بمستواه لتخريج دفعات تمتلك عقولا نيرة تساعد في إسراع عجلة نمو البلد، لكن للأسف فالقول يجب أن يصاحبه عمل ولا وجود لعمل إلا إن وجد خلفه أيد عاملة تخاف الله وتحرص علينا كحرص مليكنا. تصفحت كتاب أحد أقاربي بالصف الأول الابتدائي لأجد تغييرا كاملا للمناهج.. لفت نظري منظر الكتاب، فهو يزخر بالألوان المبهجة والأشكال الملفتة هذا كله من باب لفت انتباه الطفل ليجعل تركيزه أقوى وهذه نقطة تحسب لخانة التطوير الإيجابي، لكن انشغالهم بتلوين الكتاب وتجميله أغفلهم عن ترتيب المادة العلمية المبعثرة بالداخل، فالحروف غير مرتبة بحسب ترتيبها الأبجدي المتعارف عليه وابتدأ الكتاب بأنشودة وقطعة قراءة لا أظنها ستجعل طفلا بأول ابتدائي قادرا على الاستيعاب أكثر، بل حتماً سيشل ذلك قدرته العقلية لتتوقف عن التلقي. استشعرت حينها فوائد كتبنا القديمة بالرغم من بدائيتها مقارنة بما رأيت.. كانت الحروف مرتبة بطريقة سلسة فكل حرف يصاحبه كلمة تفيد في حفظ الحرف بسهولة وتدعيم ذلك بصورة لكل حرف تساعد الطفل على الربط بينهما، فما الدافع إذا من التغيير إذا لم يكن هناك حرص على تغيير المناهج بطريقة أكثر وعيا وبأفكار مرتبة بالإبقاء على الأساسيات الصحيحة وليس بطمس السابق وإخفاء معالمه ليقال إن هناك تغييرا فقط وليصبح عملهم على تطوير المناهج كمن يضرب مسماراً في الهواء؟ ليت التغيير العشوائي توقف عند هذا الحد. أخبرتني إحدى المعلمات قبل أشهر عن خبر نقل مدرستهن من بيت مستأجر لمدرسة حكومية، وقبل يومين تصدمني بانتكاسة فرحتها الواضحة بالنقل ( ليتهم خلونا بمدرستنا.. أبرك لنا) وقامت بوصف صغر المبنى الحكومي وعدم استيعابه للطالبات وذلك بسبب جمع ثلاث مدارس مستأجرة مع عدم وجود كهرباء وماء، وافتقاره لأساسيات التدريس من سبورة وطباشير وشح الطاولات والكراسي, فهل هذا تطوير إيجابي؟ ألا يسعهم التريث قليلا لتجهيز مبنى متكامل ثم المباشرة بإجراءات نقل الطالبات في جو دراسي لا يؤثر على تحصيلهن؟ هذا فقط غيض من فيض للكم الهائل من قصص وشكاوى، السبب الرئيسي فيها إهمال وتسيب هذه الجهة!