•الجندي.. قبل أن يكون جندياً هو مواطن، له والدان وإخوة وأحلام، له زوجة تنتظره وأطفال، جاء من قريةٍ أو مدينة، له أصدقاء يخرج لسهراته معهم، هذا الجندي ليس آلةً ولا وحشاً، إنه مواطنٌ مثله مثل الملايين من حوله في الشوارع والمكاتب والبيوت والأسواق، وهو يقيناً يحب أناساً كثيرين، وكثيرون يحبونه. في سوريا تحديداً أفكر في هذا الجندي كيف يرفع بندقيته أو مدفع دبابته ويوجهها لجموع الناس أو للمنازل والمساجد، وأتأمل كيف ينسى في تلك اللحظة أنه هو نفسه مواطن مثل ذلك المواطن الذي يريد أن يقصفه، كيف ينسى أن الرصاصة التي يطلقها على طفلٍ أو امرأةٍ أو رجل، قد يطلقها جندي آخر، في مكانٍ آخر، على بيته،وعلى أمه وأبيه وإخوته، على زوجته وأطفاله الذين ينتظرونه، لا أفهم كيف يقتل المواطن مواطناً آخر، لأنه تلقى أمراً فارتدى بذلته، وحمل رشاشه! ما أبشعها بطولات الجند حين تكون المهمة التي على عاتقهم ألا يحاربوا الأعداء، وإنما أن يقتلوا أهلهم ومواطنيهم!.
• وهؤلاء الشهداء المدنيين الذين يقتربون الآن من الثلاثة آلاف في سوريا.. أيعقل أنه لا يوجد بينهم أخٌ أو صديق أو طفل أو حبيبة تربطه رابطة ما بأحد الجند؟! فكيف تشعر - أيها الجندي السوري - وأحد أقاربك مقتولٌ برصاصة أطلقها واحد من هؤلاء الذين يركضون بجوارك، ويرتدون لبسك ذاته، ويحملون مثلك السلاح؟ ألم تحدق فيهم وتسأل نفسك؛ ترى من هو القاتل في هؤلاء! ولا تتذكر أن آخرين من الجند أنفسهم يحدقون فيك ويتساءلون إن كنت أنت قاتل ذويهم!.. ألا يخجل الجندي من دم مواطنيه لهذا الحد؟ أم تراه يخاف السلطة أن تقتله إن هو تلكأ في قتل الناس!. وأتساءل كيف استطاع هذا النظام أن يعزل هؤلاء الجنود عن إنسانيتهم لدرجة أن يأمرهم بالهجوم على شعبهم فيمتثلون، كما لم يهجم عدوّ على بلدٍ ليست بلاده، وأناسٍ ليسو بأهله ولا مواطنيه. إسرائيل نفسها، التي يدعي نظام البعث أنه يقاومها، عندما هجمت على لبنان في تموز 2006 لم تقتل من اللبنانيين ما قتله الجنود السوريون من أهلهم. هل سيقال إنه جيش علوي؟ وإن يكن، أليس هذا العلوي سوريا أيضاً؟ ألم يُقتل العلويون أيضاً؟ ألم يعش العلويون أنفسهم تحت وطأة هذا النظام الفقر والمهانة بعينها طيلة هذه العقود البائسة؟!
http://www.youtube.com/watch?v=i6N9GKzMZNw&feature=related
• لا أسأل كتائب إيران ولا عناصر حزب الله، الذين يمتلئ بهم الجيش السوري، لكنني أسألك أنت أيها الجندي السوري.. ألا تخجل من دم أهلك ومواطنيك؟! ألا تخجل!!.