خطف العراق بطاقته إلى نصف نهائي خليجي 20 بعد أن نجح في فرض التعادل السلبي 0/0 على منافسه عمان حامل اللقب ليبعده عن البطولة في مباراتهما أمس على ملعب نادي الوحدة في أبين ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية، وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها العراق بطل أعوام 1979 و1984 و1988 الدور نصف النهائي منذ عودته إلى الدورة، إذ خرج في النسخ الثلاث السابقة من الدور الأول، وافتقد منتخب عمان هدافه عماد الحوسني بداعي الإصابة حيث فضل المدرب عدم المخاطرة بإشراكه في المباراة ودفع بقاسم سعيد بدلا منه.
ولم يقدم المنتخبان المستوى المتوقع منهما في الشوط الأول الذي كان فيه عمان الأكثر سيطرة على المجريات لكن من دون خطورة على المرمى، في حين افتقد العراق التحكم بمنطقة العمليات مع ابتعاد علاء الزهرة ونشأت أكرم وهوار محمد وعماد محمد عن مستواهم إلا أنه حصل على بعض الفرص السانحة للتسجيل.
ولعب هوار ونشأت أدوارا دفاعية أكثر منها هجومية، فبقي يونس محمود وحيدا في المقدمة وكان في معظم الأوقات تحت الرقابة، كما أنه لم يحصل على كرات سهلة للتعامل معها.
وكانت البداية حذرة من الطرفين مع ميل لمنتخب عمان إلى الهجوم لأنه كان مطالبا بالفوز، خصوصا أن الإمارات كانت تتقدم بهدفين في الدقائق العشر الأولى على البحرين في المباراة الثانية.
ودخلت المباراة في رتابة غير مبررة من المنتخبين إلى أن أفلت يونس محمود من الرقابة الدفاعية وأطلق كرة قوية مفاجئة من نحو 25 مترا أبعدها الحارس العماني محمد هويدي بقبضتيه ببراعة (21).
واعتمد المنتخب العماني على إرسال الكرات الطويلة إلى المنطقة العراقية لكنها كانت سهلة في متناول المدافعين، فغابت بالتالي الخطورة على مرمى الحارس محمد كاصد.
وازدادت الخطورة العراقية حيث أفلت مرمى عمان من هدف في الدقيقة 26 حين اخترق عماد محمد من الجهة اليمنى وأرسل كرة حضرها يونس محمود خلفية تابعها مهدي كريم باتجاه المرمى الخالي من الحارس القادم للتصدي له لكنها وجدت رأس المدافع سعد الشون الذي أبعدها في اللحظة المناسبة (26).
وضغط العمانيون في ربع الساعة الأخير لكنهم عجزوا عن فك الشفرة الدفاعية لمنتخب العراق، وما زاد من صعوبة مهمتهم افتقادهم التركيز في التمريرات رغم التنويع بين الكرات الأرضية والعالية، وتدخل كاصد لإبعاد كرة كادت تخدعه إثر ركلة ركنية من الجهة اليسرى وذلك قبل أن تصل إلى حسن ربيع هداف خليجي 19 قبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول.
وبدأ المنتخب العماني الشوط الثاني كما أنهى الأول بمحاولات لهز الشباك.
وكان نجم الوسط فوزي بشير الحاضر الأبرز في المنتخب العماني، خصوصا بتمريراته إلى حسن ربيع، لكنه ارتأى أخذ المبادرة فأرسل كرة باتجاه الزاوية اليمنى انقض عليها كاصد على دفعتين (62). وتراجع العراقيون تماما إلى الدفاع نتيجة الضغط العماني فحاول مدربهم الألماني سيدكا إعادة التوازن إلى التشكيلة بإشراك صالح سدير بدلا من علاء الزهرة الغائب عن المجريات، فكانت له فرصة فور نزوله لكن الحارس محمد هويدي سيطر على كرته (70)، ونجح سيدكا في مسعاه فأحبط محاولات العمانيين لتنظيم هجماتهم في الدقائق المتبقية التي لم تشهد فرصا تذكر على المرميين.