في كل بقاع العالم تغضب الجماهير كروياً عندما يخرج منتخب بلادها خاسراً بطولة، غير أن اليمنيين داخل وخارج بلدهم يعشون حالة فرح عارم ورضا بنجاحهم بتنظيم خليجي 20، وسيان لديهم دخل الهدف في مرمى خصمهم أم في شباكهم، حيث يعيشون حالة فرح لتسليط جميع وسائل الإعلام الاهتمام على بلدهم الذي يعيش أحد أهم الأحداث الرياضية الخليجية، ولأنهم وجدوا الجميع يمتدح التنظيم، ولأن تجمعاً عربياً بهذا الحجم يقام في بلدهم لأول مرة.
في المدينة المنورة كان المعلم عبده فرحاً لمحاولات منتخب بلاده الفوز، وعلى الرغم من أنه كان مشغولاً بإعداد العشاء لأحد الزبائن إلا أن عينيه كانتا تركزان على شاشة التلفزيون، لكن اللافت أنه كان يفرح أيضاً حتى عندما يدخل الهدف شباك منتخب بلاده.
ويقول عبده تخيل كيف يتحقق حلم شعب يعشق كرة القدم ويرى تجمع منتخبات عربية خليجية على أرضه، يلعبون على ملعبه ويتنقلون بين مدنه، كان هذا حلماً يراودني منذ الصغر، واليوم خط الشيب شعري لكن الحلم تحقق أخيراً.
ويشير كان هدفنا أن نوضح للعالم أننا نستحق اليمن السعيد، وأننا يمكن أن نعمل المستحيل لإسعاد الآخرين.
ويقول مقيم يمني في المملكة يدعى يحيى يعمل في استراحة خاصة كان البعض يريد سحب السعادة منا قبل بداية الدورة، واليوم نعيش قمة الفرح، تنتابني نوبة بكاء عندما أشاهد الجماهير في الملعب ولا أكون بينها، إنها لحظة الحرمان من السعادة، ولن نهتم بفوز المنتخب، لأن منتخبات خليجية شاركت سنوات طويلة ولم تحصل على اللقب، وكانت تنهزم بوافر من الأهداف، ومع الاحتكاك نالت مرادها، ونحن حققنا الهدف الأول بجمع دول الخليج على أرض اليمن السعيد.
ويتفق طاهر وثابت ومحمد على أن خروج منتخبهم لا يغضبهم، ويقولون كنا سنغضب لو فشلنا في التنظيم. ويقول أبو جاسر منذ بداية الدورة أرابط في منزلي ولا أخرج سوى وقت الصلاة.. أعيش هنا أجواء اليمن السعيد بدل السفر هناك وذلك عبر المتابعة على التلفزيون ومواقع الإنترنت.
وتقول الأخصائية النفسية في مستشفى الطب النفسي أمل الكفراوي شعور اليمنيين بالسعادة ينبع من حالة الرضا على نجاحهم بالتنظيم وكلمات الثناء والتقدير التي يسمعونها من الجميع، وهذا كاف لخلق جو نفسي رائع لهم.