مع إيماني التامِّ بمقولة (إنَّ الدفاع عن المبادئ أسهل من الالتزام بها), إلا أنني أومن أيضًا أنَّ الحديث عنها ضرورةٌ، على الأقل، لمن يتطلع إلى تحققها.
وأكثر القادة لفتًا للاقتداء والتأثير ، هم أصحاب الخلق الفاضل، الذين ينقلون حديث(الدين المعاملة) من النظرية إلى التطبيق, وينتمون لمدرسة (وإنك لعلى خلقٍ عظيمٍ) التي تنشد تمام المكارم، وتؤمن أنَّ الأخلاق سرُّ بقاء، وقيمةٌ عقليةٌ بالدرجة الأولى. وهذا ما يؤكده علماء النفس أنفسهم، الذين يرون أنَّ النفس السليمة هي التي تفكر في الخير، وتقول الخير، وتعمل الخير, وأنَّ أيَّ تصرُّفٍ يخالف هذه المعادلة الخيرية سببه خللُ تفكيرٍ في المقام الأول.
أما مبدأ أنَّ أخلاقيات المدير لشخصه وإنجازاته لعمله, فإنَّه مبدأ نفعيَّ لا يتجاوز النظرَ للإنسان كوسيلة، ويخالف حقيقةَ أنَّ الإنسان هو هدف الإدارة والخدمة والإنتاج، ومحور العمل الإداريِّ وغايته. ولا يمكن لنظامٍ إداريٍّ أن ينجح ما لم يكن محروسًا بالأخلاق؛ لأن تهديد (اللا أخلاقيين) المسلحين بالعلم أشدُ أخطار التعليم بلا تربيةٍ.
تتويت:
ما لم يصاحب التميُّزَ والإنجازَ الإداريَّ تميُّز وإنجاز أخلاقي, سيظلُّ المنجَزُ يقبع في خانة الحدِّ الأدنى؛ لأنَّ المرجعَ والحدَّ الأعلى للإنجاز والتميُّزِ هو الأخلاق.