يبدو أن الشكاوى المصاحبة لانتخابات الأندية الأدبية تتصاعد يوماً بعد يوم ، خصوصاً بعد أن توزعت أقاويل في كواليس أكثر من ناد أدبي أن بعض من جلبوا للفزعة فقط ولدعم مرشح ما ــ لتوفر شرط الشهادة الجامعية لديهم ــ اقتنصوا الفرصة ورشحوا أنفسهم لمجالس إدارات الأندية ، وربما فاز بعضهم ، وقد يفوز آخرون ، بسببلخبطة جهاز انتخابي ما أو لعدم توفر خيار آخر لدى الناخب ،خصوصاً إذا كان لديه فرصة لانتخاب عشرة أعضاء دفعة واحدة . وفي اعتقادي أن المشكلة من الأساس هي في إحداث لائحة انتخابية للأندية الأدبية تطبق على شكل مناطقي ضيق، فاللوائح الانتخابية لا تُعمل إلا في حال توفر زخم ثقافي كبير ووجود أعداد كبيرة من المتنافسين . فإذا كان الأمر يخص الجوانب الإبداعية كما في الأندية الأدبية ، فإنه من المفترض لكي تؤسس لائحة انتخابية، أن يكون هناك ما لا يقل عن 100 مبدع في كل منطقة تحوي نادياً أدبياً، لهم إنتاج مطبوع لا يقل عن كتابين وحضور واضح في الساحة الثقافية . لكن واقعنا المحلي يقول إن بعض المناطق التي توجد فيها أندية أدبية لا تحوي أكثر من 5 أشخاص لهم إنتاج أدبي..!! وبالتالي كيف نريد تأسيس جمعية عمومية من مئات الأشخاص لتنتخب مجلس إدارة يحوي عشرة أعضاء ؟. وقطعاً، إن إجابة هذا السؤال هي التي أوجدت فقرة الشهادة الجامعية، ضمن مسوغات الانضمام للجمعية العمومية ، وكأن من أقرها لا يعرف أن في مدارسنا وخارجها مئات الآلاف من حملة البكالوريوس الذين لا يمتون للأدب بصلة ولا يعرفون طريق أي ناد أدبي ، ومع ذلك هي فرصة لبعضهم لـالبرستيج ما دام الأمر لا يكلف أكثر من 300 ريال، وهو قد يكون دفع آلاف الريالات للحصول على شهادة دكتوراه مضروبة لكي يدمغ اسمه بحرف الدال . وبما أن رابطة الكتاب والأدباء السعوديين التي كثر الحديث عنها في سنوات ماضية قد ماتت في المهد ، فإن الحل في نظري كان في تكوين قاعدة بيانات لجميع الأدباء في المملكة الذين لهم حضور محلي وعربي ولهم إنتاج أدبي مطبوع ، ثم تنظيم انتخابات لهم على مستوى مناطقهم ، بحيث لا يزيد عدد الفائزين عن 3 أشخاص ، توكل لهم مهمة تنظيم وإدارة أنشطة النادي ، ويوظف معهم إداريون مستقلون ــ حتى من خارج الوسط الثقافي ــ بعقود مسائية مثلاً ، لإنجاز المعاملات الروتينية وأعمال السكرتارية فقط . أما في المناطق التي لا يتوفر فيها عدد كاف من الأدباء ، فإنه يمكن أن يُجرى انتخاب داخلي بين الأدباء الموجودين حتى وإن كانوا لا يزيدون على الخمسة أشخاص ، ففي النهاية هم المعنيون بوجود النادي الأدبي . وهنا نكون قد خرجنا من دوامة الشهادة الجامعية التي جلبت المصائب ووفرت مكاناً لهواة الوجاهة .