الرباط: خديجة الطيب

حذر باحثون من الأضرار التي يسببها الحمام التقليدي في المغرب ودوره في انتقال العدوى والأمراض لاسيما في ظل غياب المراقبة الصحية على هذه الحمامات وتلوث المياه التي تستخدم فيها حيث يتم جلبها من الآبار مباشرة دون تعقيمها، ونبهوا إلى خطورة غياب الاشتراطات الصحية والفنية في الحمامات وتأثيره على ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض الخطيرة الجلدية والتنفسية.
وكشف الباحثون أن ظروف الاستحمام في الحمام واستعمال ذات الأرضية والأدوات يرفع من احتمال انتقال العدوى بالأمراض والفيروسات، كما أن استعمال حطب التدفئة ومياه الآبار في الحمام يصيب الجهاز الهضمي والتنفسي بأمراض كثيرة، إضافة إلى أن العاملين في هذه الحمامات لا يحملون شهادات صحية، كما تشكو بعض الحمامات من الازدحام الشديد وارتفاع درجة الحرارة مما يعرض المستحمين للاختناق وفقدان الوعي، كما أن هناك حمامات تعمل 24 ساعة يتناوب الرجال والنساء عليها النهار للنساء والليل للرجال.
ودفع الإقبال على إنشاء الحمامات في المراكز الرياضية والتجارية وداخل بعض محال الحلاقة والمطاعم الباحثين والأطباء إلى دق ناقوس الخطر من انتشار الحمامات المخالفة للاشتراطات، واستغلال المراكز الرياضية والتجارية في ممارسة أنشطة داخلها تخالف النشاط المعطى والمرخص له مثل الحمامات وغرف المساج والبخار.
ويقول مراد البخاري استشاري الأمراض الجلدية إن إمكانية انتقال الأمراض الجلدية في الحمامات وارد نتيجة وجود فطريات لدى بعض المصابين، وتوافر بيئة مناسبة لبقاء هذه الفطريات حية داخل الحمام، وانتقالها إلى شخص آخر، كما أن المياه تفتقر إلى التعقيم، وتتحول إلى مصدر لانتقال العدوى بالأمراض الجلدية.
ويشير إلى أن عددا كبيرا من هذه الحمامات غير مستوفية للشروط الصحية كما أن بعضها يقدم خدمات كالمغاطس والمسابح والسونا دون الحصول على التراخيص اللازمة، أو توفر الاشتراطات الفنية والصحية الخاصة، مما يرفع من احتمالات توافر فرص انتقال العدوى بأمراض متعددة.
ويضيف البخاري إن اغلب رواد الحمامات غير مدركين لوجود مخاطر انتقال عدوى الأمراض فيها، لأنهم يعتبرون أن الماء الساخن والقليل من الكلور كافيان لقتل الميكروبات، مؤكدا أن المنظفات العادية التي تستخدم في بعض الحمامات من وقت لآخر لا تحارب الفطريات والجراثيم المختلفة الموجودة في الحمامات، لاسيما في الحمامات الشعبية التي تعمل عملا مستمرا طيلة اليوم.
ويؤكد أن تبادل استخدام الأدوات مثل الكراسي والليفة والجلوس على الأرضية يعتبر من أهم أسباب العدوى والإصابة بجراثيم، إضافة إلى خطورة الخلطات والوصفات التي تباع داخل الحمام، وعدم صلاحية الصابون البلدي وتبادل الليفة.
وتعرف الحمامات في المغرب إقبالا كبيرا لاسيما في موسم الشتاء بسبب ارتفاع درجة حرارتها ، ما يشجع الناس على ارتيادها للاستفادة من مزايا الحمام الدافئ مثل التخلص من الأوساخ والدهون والجلد الميت.