كان الانطباع السائد أن الإعلاميين الذين كلفوا أو تطوعوا لتغطية خليجي 20 سيتحولون إلى مراسلي حرب تأثراً ببعض الحملات التي حولت اليمن ساحة مفتوحة للمعارك، وتبادر إلى ذهن كثير منهم أو من زملائهم أن صورهم ستنقل وهم مرتدون بزات مقاومة للرصاص ومعتمرون خوذات للحماية، فاختطلت رغبة العمل والتغطية المتميزة بهاجس مشاعر القلق والتوجس.
ويؤكد رئيس القسم الرياضي في صحيفة اليوم السعودية عيسى الجوكم الخوف والقلق مسألتان طبيعيتان، وسيطر الحذر على كثير منا هنا في الدورة، لكن من اعتاد حضور دورات الخليج مثلي لا يمكن أن يغيب عنها، لأنها تقام في اليمن، وأعرف كثيراً من الكتاب والإعلاميين المتربعين في أعلى المناصب في مجالهم حالياً، لكنهم يتواجدون في عدن، لأن دورات الخليج أصبحت جزءا من ذكرياتهم الصحفية ومحطات متواصلة في حياتهم لا يمكن أن تنقطع.
يقول المحرر في قسم الرياضة بصحيفة النهار الكويتية غازي شريف محمد قررت المجيء إلى اليمن بمحض إرادتي بعدما تركت لنا إدارة الصحيفة إعطاء حرية الموافقة للمراسلين الصحفيين الذين وقع عليهم الاختيار لتغطية خليجي20 في اليمن، نظراً لما تردد في وسائل الإعلام عن عدم الاستقرار الأمني هنا، لكني وافقت على الفور وكنت سعيداً جداً بالوصول إلى هنا، ولم أترك لنفسي وقتا للتفكير وأنا في الكويت، بل حرصت على عدم فوات الفرصة، وانطلقت إلى أقرب مكتب سفريات لإتمام إجراءات الحجز إلى عدن، وأتواجد هنا من قبل أن تنطلق الدورة بيومين.
ويضيف على الرغم من أن سحبا ضبابية علت سماء البطولة بسبب عدم الأمن، إلا أنني سعيد أن تقام الدورة في اليمن بمشاركة جميع المنتخبات، لأن استضافة اليمن لها، منحها مذاقا خاصا ومختلفا عن جميع الدورات الخليجية السابقة التي حضرتها.
ويتابع لا شك أن الكل يخشى الأعمال التخريبية، بعدما تردد أن هناك تفلتاً أمنياً في البلاد، وجماعات إرهابية، لكنني أشعر باطمئنان وراحة، مع أنني وحيد والدي اللذين لا ينتابهما هما أيضاً أي قلق حيال سلامتي.
ويرى الإعلامي الكويتي، مدير قسم التصوير في الموقع الإلكتروني الأزرق دوت كوم طارق علالي أن الوضع ممتاز، ويقول هو وضع مختلف عما يمكن أن يراه القادم من خارج اليمن إلى عدن، فالطرقات في الحدود مدججة بالدبابات للحفاظ على الأمن هناك، لكننا هنا نعيش في أمان تام وسهرنا بالأمس حتى الفجر ونتمتع بسواحل عدن الجميلة دون أن نتعرض لأي إزعاج أو أذى.
ويقول المصور التلفزيوني في القناة الرياضية السعودية مؤيد الحمودي كنت أشعر بالخوف والرهبة حينما قدمت إلى اليمن لممارسة العمل الميداني في ظل الظروف التي سمعت عنها، لكن يبدو الوضع مطمئناً حتى الآن، والأمن مستتب جراء الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة اليمنية لحماية الوفود الإعلامية وغيرها.