شارك في أكثر من 150 معرضاً محلياً وعدد من البيناليات الدولية
وأنت تبحر في نصوصه البصرية تتراقص أمامك الكثير من علامات الاستفهام وبخاصة في تجاربه التي عُرف بها مؤخراً وتناولها عدد من النقاد بالبحث والتحليل، فعناصره تتوالد وكأنها موتيفات زخرفية لا تنتهي بنهاية حدود إطار اللوحة بل إنها تستطيل لتملأ المكان عزفاً مموسقاً ولحناً سرمدياً. ولكي تستمتع بنصوصه لابد أن تنظر إليها من بعيد، ومن زوايا مختلفة لتعيش تجلياتها.
إنه الفنان التشكيلي نايل ياسين ملا المولود في مكة المكرمة عام 1957م، المتعلم في مدارسها، والمتأثر بناسها وأزقتها ورواشينها، وبعد أن عرف أسرار اللون وتقنيات التشكيل رسم لها لوحة سرمدية آسرة.
بعد أن أنهى المرحلة الثانوية التحق بجامعة الملك عبد العزيز، بقسم الإعلام، في كلية الآداب وتخرج فيها عام 1980م، بعدها التحق بفريق الخطوط العربية السعودية، وكان لعمله فيها دور كبير في تفعيل الكثير من المناشط التشكيلية المختلفة، ومن أهمها: مسابقة ملون التشكيلية التي وضع حجر أساسها، وصاغ نظامها في العام 1992م.
وعلى الرغم من أنه لم يدرس الفن التشكيلي إلا أنه انخرط في كثير من الدورات والورش التشكيلية المتخصصة والتي صقلت موهبته واستفاد منها الكثير من التقنيات والكيفيات المثلى للتعامل مع الألوان، وتوظيف المساحات والخطوط، فالتحق بـ مركز دبلن للفنون في أيرلندا، ودرس الحفر والطباعة بدارة الفنون بعمان، وفي مدريد التحق بدورة مكثفة في فن الجرافيك بكلية الفنون الجميلة في جامعة كومبلوتينسي. ثم اتجه إلى إسبانيا، ليلتحق بدورة مكثفة في فن الجرافيك من المركز العالمي المعاصر للجرافيك بجامعة سانتياجودي كومبوستيللا.
نايل ملا له مجموعة من التجارب الغنية بالبحث والتجريب وتعد تجربته تقاسيم شرقية التي تحاكي بيئة الشرق بوجه عام وبيئة المملكة العربية السعودية بشكل خاص من التجارب المتميزة والتي نال من خلالها عددا من الجوائز المحلية والدولية، منها: جائزة السفير عام 2001م، وجائزة المفتاحة عام2001م، والجائزة الشرفية من بينالي طهران الدولي الثالث عام 2005م.
وعن هذه التجربة يتحدث الناقد شربل داغر بقوله: في تجربة تقاسيم شرقية المليئة بتشكيلات متعددة لوحدة المربع يقوم عليها بناء كل لوحة بمفردها، وإن كان الفنان يخفي معالم المربعات الداخلية أحياناً بضربات ريشته الشغوفة باللون. هكذا تنتظم اللوحة المربعة الحدود في مربعات داخلية لا تلبث أن تختفي في بعضها البعض، أو تتجاور كما في رفوف مكتبة، أو في تضاعيف جملة نحوية. ومربعات تحتجب خلف غيرها أو خلف معالجات لونية تطمسها من دون أن تبددها تماماً.
أعمال نايل لا نستطيع تصنيفها إلى مدرسة بعينها على الرغم من معالمها التجريدية الواضحة؛ الأمر الذي جعل الناقد عفيف بهنسي يقول عنها: لقد دخل نايل ملا من باب اللاشعور إلى عالم رحب لا حدود له، وأراد مع ذلك أن يكون غائباً عن وعيه التشكيلي. وهنا يتبدى زخم اللاوعي الشكلي الذي يضخه نايل ملا دون تخطيط مسبق ـ كما يذكر كفاح الحبيب ـ فرموزه تتجاوز البيئة العربية، بل نجدها تقف إلى جانبها دائماً.
شارك نايل ملا في أكثر من 150 معرضاً جماعياً ومسابقات ومناسبات تشكيلية محلية منذ العام 1982م، كما شارك بعدد من البيناليات والمعارض وورش العمل الدولية، ومثل المملكة رسميا في المحافل الدولية التشكيلية أهمها: بينالي الشارقة الدولي الثالث 1995م، وبينالي آسيا الدولي الثامن ببنجلاديش 1997م، وترينالي مصر الدولي الثالث للجرافيك 1999م، وبينالي القاهرة الدولي التاسع 2003م.
ونتيجة حتمية لهذه المشاركات المحلية والدولية حصد الكثير من الجوائز المحلية والدولية، أهمها: جائزتان بمسابقة جداريات مشروع البيوتات بجدة، ودرع بينالي آسيا الدولي الثامن، والجائزة الخامسة بمسابقة ملون السعودية، وجائزة المتحف السعودي للفن المعاصر، وجائزة العمل الإبداعي المتميز حتحور في بينالي القاهرة الدولي التاسع، كما أنه يعد من أوائل التشكيليين الذين حققوا ممارسة الفن المفاهيمي وحصدت أعماله جائزة بينالي القاهرة الثامن.