دليل على عراقة القنفذة وزاره الرسول صلى الله عليه وسلم
يتطلع أهالي محافظة القنفذة إلى تحويل سوق حباشة التاريخي الذي زاره الرسول صلى الله عليه وسلم، لتظاهرة ثقافية تقام فيه مختلف الأنشطة الثقافية والفنية مستقبلا أسوة بسوق عكاظ .
ولتحقيق ذلك بحث المجلس المحلي في المحافظة برئاسة محافظ القنفذة فضا البقمي موضوع السوق في إحدى جلساته ورفع تقريرا متكاملا عن أهميته وموقعه وما كتب عنه لإمارة منطقة مكة المكرمة ، فيما توجهت هيئة السياحة والآثار لاستلامه وتسويره للتعجيل من قيام المشروع لدعم الجانب الثقافي والاجتماعي .
واعتبر الباحث في آثار محافظة القنفذة والعرضيتين عبدالله بن حسن الرزقي أن سوق حباشة هو أفضل أسواق جزيرة العرب واليمن والعراق والشام قاطبة، مبينا عددا من الأسباب والتي ذكر منها وفق مراجع ومصادر تاريخية: شهود رسول الله صلى الله عليه وسلم السوق قبل البعثة في اتجاره مع خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (الطبري – المجلد الأول ص 522 عن الزهري)، (الأخبار الموفقيات لابن بكار تحقيق سامي مكي العالي)، (كتاب المغازي للواقدي).
وإذا كان الزهري انفرد بأخبار خاصة عن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام قبل البعثة فإنه من الثقات الذين لا شك في رواياتهم، فقد أدرك الصحابة ومنهم أنس بن ما لك. أما الشاهد الكبير على حضور الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ سوق حباشة قبل البعثة فهو حكيم بن حزام . وأوضح الرزقي: أن سوق حباشة يفضل أسواق العالم العربي قاطبة لأن له اليد الكبرى في إخراج أعظم كتاب يختص بالبلدان ألا وهو معجم البلدان لياقوت الحموي – ومصدره في ذلك هو ما ورد بمقدمة الكتاب وما ضمنه سعيد الأفغاني بكتابه أسواق العرب في الجاهلية بالصفحات رقم 259 -260 بمانصه إن لسوق حباشة يدا كبرى على العلم ينعم بفضلها كل باحث، لأنها كانت السبب المباشر في تزويدنا بأوسع معجم جغرافي تاريخي .
موضع السوق الذي حدده الرزقي بحداب القرشة جنوب غرب قرية الفائجة بالمحلة المعروفة بالحوائر في العرضية الشمالية التابعة لمحا فظة القنفذة التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة تم الرفع المساحي له من قبل بلدية ثريبان.
من جهته قال أستاذ التأريخ والآثار بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد بن عمر زيلعي لـالوطن: إن هناك عددا كبيرا من المواقع الأثرية بمحافظة القنفذة كسوق حباشة، وهي تحظى باهتمام وعناية هيئة السياحة لما تحويه من قيمة تراثية وأثرية كبيرة وإن سوق حباشة من أهم أسواق العرب في الجاهلية. وقد كانت القنفذة منطقة إدارية وكانت الميناء الرئيسي لمنطقتي عسير والباحة وتكثر بها الأسواق، مما جعل القبائل تتفق على تحديد أيام في كل أسبوع لتسوقها.
فيما أوضح مدير مكتب الهيئة العامة للسياحة والآثار بمحافظة القنفذة محمد بن يحيى المتحمي: أن موقع سوق حباشة من ضمن المواقع الأثرية بمحافظة القنفذة المسجلة بهيئة السياحة والآثار، وقد قامت بلدية ثريبان برفع مساحي للموقع بكامله ورفعه للوزارة، ونحن بصدد استكمال الإجراءات واستلام الموقع حيث ستقوم هيئة السياحة والآثار بعد ذلك بتسويره أو تبتيره.