في خطوة استباقية لتصديق أقوال معذبة العاملة الإندونيسية، أحالت الجهات المختصة المتهمة في القضية ز، س 54 عاما إلى مستشفى الطب النفسي بالمنطقة، وذلك لإصدار تقريرها الطبي حول حالتها النفسية ومدى سلامتها العقلية.
وبحسب مصدر مطلع تحدث لـالوطن فإن إحالة المتهمة في تعذيب العاملة إلى مستشفى الصحة النفسية هو إجراء يتخذ عادة في مثل تلك الحوادث الجنائية، فيما يمثل التقرير الطبي أهمية بالغة في القضية لتحديد مدى المسؤولية التي توجه للمتهمة، كما أن التقرير الذي سيصدر لاحقا يعتد به عند نظر القاضي الذي سينظر القضية قبل إصدار الحكم بحقها في حال ثبوت تورطها.
وما زالت المواطنة التي تشير أصابع الاتهام إلى مسؤوليتها حول تعنيف وتعذيب العاملة المنزلية تقبع في سجن النساء، وسط إجراءات احترازية شملت الإيقاف الانفرادي ومنعها من الزيارة والاتصالات الهاتفية، لحين انتهاء التحقيق معها بالكامل، والذي يحرر على ضوئه المدعي العام لائحة الدعوى التي تحال إلى المحكمة، وهي اللائحة التي ستشتمل على تكييف التهمة التي توجه للمتهمة، وعلى الأدلة والقرائن التي ارتكز عليها المدعي العام في توجيه التهمة التي تتضمن عادة أقوال المصابة والمعتدية وإفادات الشهود، إضافة إلى العقاب الشرعي الذي سيطالب به المدعي.
إلى ذلك قام مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور عبدالله الطائفي أمس بزيارة للعاملة المنزلية المعنَّفة التي ما زالت ترقد في مستشفى الملك فهد العام. وتحدث الدكتور الطائفي مع الفريق الطبي عن الوضع الصحي للعاملة، والإجراءات الجراحية والعلاجية التي أجريت لها منذ وصولها إلى المستشفى، ومدى استجابتها للعلاج.
فيما تحدث الدكتور الطائفي مع المصابة مؤكداً لها أن الطاقم الطبي المشرف على الحالة سيبذل قصارى جهده في سبيل تجاوز أزمتها، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في إطار المسؤولية الأخلاقية والوطنية والمهنية التي يحملهاها كل طبيب على عاتقه.
ولفت إلى أن حالة العاملة وفقا لما أفاد به الفريق الطبي تعد مستقرة، ولا تدعو إلى القلق وأنها بدأت تتجه صوب التحسن.
وتأتي زيارة مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة للمعنفة سيتي سلام 22 عاما، بعد يوم واحد من إخضاعها لعملية جراحية بمستشفى الملك فهد العام بالمدينة المنورة؛ لترميم عظمة الرأس، إذ اضطر الفريق الطبي الذي أجرى العملية إلى أخذ جزء من جلد منطقة الفخذ لترميم جلد رأسها بعد أن قامت معذبتها بسلخه.
وكان الفريق الطبي المشرف على معالجة العاملة الإندونيسية، أدخلها مساء أول من أمس إلى قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة بسبب وجود تجمع هوائي ودموي حول الرئة أدى إلى نقص الأكسجين في الدم؛ مما اضطر الفريق الطبي المعالج إلى وضع جهاز التنفس الصناعي عليها.
وكانت العاملة الأندنوسية تعرضت لكسور متفرقة في جميع أنحاء جسدها منها أصابع اليد والأضلاع والعمود الفقري، إضافة إلى حروق متوزعة على أنحاء الجسد وقطع بالشفة العلوية ، وتم ظهر أمس رفع جهاز التنفس الصناعي عنها بعد تحسن حالتها الصحية.