أندية تفتح أبوابها في العيد حتى لا ينقطع مشتركوها عن الرياضة
الذهاب للأندية الرياضية، وممارسة رياضة المشي أضحيا وسيلة البعض للهروب من تقليدية ورتابة العيد، ففي أيام عيد الأضحى المبارك استوقفتنا مشاهدة عدد من الشباب يمارسون رياضة المشي، بممشى السليمانية المحاذي لجامعة الملك عبد العزيز بجدة.
سامر العلي كان من بين هؤلاء الشباب، والذي أبدى انزعاجه من تقليدية العيد، قائلاً في حديثه لـ الوطن أهل الحجاز بشكل عام وخاصة العاصمة المقدسة ومحافظة جدة يفقدون لذة العيد، ربما لانشغالهم بخدمة ضيوف الرحمن وأمور الحجيج.
وأضاف وحيث إني لم أحج هذا العام أو أسافر، أحاول تمضية وقتي في رياضة المشي لمدة ساعة ونصف تقريباً، وأحاول بذلك أن أكسر الملل، فالزيارات بين الأهل أصبحت قليلة إن لم تكن معدومة أصلاً، بسبب تقنية وسائل الاتصالات المتطورة وإحلال رسائل التهنئة عبر الجوال مكان الزيارات الاجتماعية.
ويشير العلي إلى أن الشباب خاصة في عيد الأضحى بحاجة إلى الالتفاتة ببرامج خاصة لهم، تقيهم شر الفراغ والملل، فليس الكل قادرا على السفر للخارج، أو حتى تأدية ركن الحج، ومن حقنا أن نستمتع بالعيد ببرامج ثقافية وسياحية خاصة بنا.
وفي جولة ميدانية قامت بها الوطن على الأندية الرياضية، كان عشرات الشباب يتدفقون نحو أحد الأندية الرياضية في شمال جدة، الذي يفتح أبوابه خلال أيام عيد الأضحى لأربع ساعات يوميا من الثانية ظهراً حتى السادسة مساءً، وقال أحد موظفي الاستقبال ويدعى إيهاب إن إدارة النادي قررت فتحه أربع ساعات، وهذه الفترة تتيح للشاب المهتم بلياقته وصحته الجسمية ممارسة كافة أنواع الرياضة، حرصا منا على أن لا يبتعد المشتركون عن الرياضة.
وأشار إيهاب إلى أن الشباب الذين يقضون العيد في عروس البحر الأحمر، والمهتمين بالرياضة تكون الأندية الصحية سبيلا لهم للخروج من رتابة العيد.
وفي سياق متصل قال الإعلامي المتخصص في الشؤون الطبية محمد داود إن أجواء عيد الأضحى المبارك الخاصة وروحانية أيامه، لا تساعد على وجود برامج معينة، لذا يحاول الناس صناعة برامجهم الخاصة بالخروج للترفيه، والأماكن العامة لممارسة رياضة المشي أو ما يطلق عليه الحمية الرياضية، وأوضح من جهة أخرى أن العديد من الشباب يمارسون الرياضة بشتى أنواعها بشكل منتظم ويومي، فدخول الأعياد لا تمنعهم من تغيير خارطة لياقتهم الصحية لكونها ثقافة تجذرت لديهم.
حديث داود يأتي متزامناً مع ارتفاع وتيرة تحذيرات أطباء التغذية من أن أوزان السعوديين تزداد 55% خلال أيام عيد الأضحى المبارك، جراء تناول اللحوم، والوجبات السريعة بشكل كبير، والتي تحتوي على نسبة دهون عالية، مع إبداء نصحهم بممارسة الرياضة بشكل منتظم للمحافظة على صحة ووزن الجسم.
من جهته أكد خبير اللياقة الرياضية والأغذية الدكتور بدر الشيباني لـ الوطن أن ممارسة الرياضة في فترات الأعياد (الفطر، الأضحى) تعتبر خطوة جيدة لعملية حرق الدهون والسعرات الحرارية الناتجة عن الشراهة في أكل الحلويات وأصنافها، أو حتى الزيادة المضطردة بأكل المواد المشبعة بالدهون.
وأضاف أن ممارسة الشباب وغيرهم للرياضة في فترة الأعياد تعد وسيلة لاستثمار الوقت بما يعود على الجسم من فوائد صحية، ووسيلة أيضاً لإبعاد الخمول عن الأجساد، إلا أنه حذر من أن الممارسة المستمرة للرياضة دون إعطاء الجسد حقه من الراحة قد تكون سبباً في الإرهاق البدني.