في كل عام يخصص طاش ما طاش حلقة أو حلقتين منه للحديث عن 'المطاوعة' و'الدشير'
في كل عام يخصص طاش ما طاش حلقة أو حلقتين منه للحديث عن المطاوعة والدشير، وهما في مصطلحهما الفكري الإسلامي والليبرالي. يتم تصوير الإسلامي في الحلقات بالمتشدد المتعنت، وفي كل مرة يتم فيها الحديث عن الليبرالي يتم التلميح إلى شرب المسكرات والبحث عن المراقص. وبين التشبيهات المتشددة طبعاً تكون الإسقاطات في مواضيع تهم الطرفين، مثل قيادة المرأة للسيارة وتعليمها والزواج وغيرها.
السعودية ليست إسلاميا وليبراليا فقط. هناك فئات تحتاج إلى التركيز عليها وعلاج أزماتها في المجتمع. العنصريون شمالاً وجنوباً ووسطاً وشرقاً وغرباً يحتاجون إلى تعرية، تعرية تشمل الجميع حتى نصل إلى سعودية أفضل. هناك التحريضيون والمزايدون، وغيرهم كثير. إن يتم تصوير السعودية دائماً على أنها فئتين إسلامي وليبرالي فهذا أمر مضحك صراحةً. هناك متدينون يميلون إلى الانفتاح، وهناك متدينون لا يقبلون بعضهم، ويرفضون التصالح مع نفس التيار بسبب اختلاف المدرسة الفقهية، أو بسبب اختلاف المرجعية الحركية أحياناً.
الحراك الاجتماعي في المملكة الآن ليس بين هاتين الفئتين فحسب، بل حتى اللامنتمي أصبح جزءًا من حراك ثقافي واجتماعي ساحته الإنترنت. هناك الطائفيون كذلك، وهناك أصحاب العنصرية المضادة.
كل ما سبق فئات موجودة في الواقع السعودي، يتم تجاهلها والتركيز بقوة على الإسلامي والليبرالي وكأنه الموضوع الأكبر الآن. صناعة الوعي لا تأتي بالصدام، ولا تأتي بمحاولة وضع الفريقين في ملعب واحد ليشهر كل واحد منهما سيوفه على الآخر.
دائماً نسأل السؤال نفسه: هل أفلس طاش؟ أم أنه الخوف من الإفلاس. التكرار أصبح سمة في السنوات الأخيرة، السيناريو وكاتب الحلقة يختلفان من عام لعالم، أما الممثلون والأفكار فهم في تشابه يصل إلى حد التطابق.
طاش أصبح رجع صدى لما يطرح في الصحافة، وأصبح الكتاب والصحفيون هم المشاركين الأساسيين في صناعة طاش فكرة وسيناريو. لماذا لا يتوقف؟ لماذا لا ينتج القائمون على طاش فيلماً على الأقل. هذه السنة، التصوير سيئ جداً والإخراج كذلك. والمحتوى مكرور بشكل ممل، عدا بعض المشاهد المضحكة وهي التي تغفر لطاش زلاته.