كشفت الدورة الأخيرة من مهرجان أبو ظبي السينمائي، التي عقدت الشهر الماضي، عن اهتمام صناع السينما الأوروبية بالقضية الفلسطينية، وأن هذا الاهتمام لم يعد قاصرا على العرب.
فتضمن برنامج المهرجان ومسابقته الرسمية هذا العام، 7 أفلام من هولندا وألمانيا والنرويج وفرنسا وإيطاليا، تسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، وهموم سكان قطاع غزة، وتبرز مشاهد مؤلمة لضحايا القصف الإسرائيلي.
وكان الفيلم النرويجي دموع غزة الذي خصص له المهرجان أكثر من عرض في دور السينما الإماراتية، أكثر الأفلام التي تضمنت مشاهد مؤثرة للواقع الفلسطيني.
وذكر دليل المهرجان عن الفيلم، وهو للمخرجة فبكيه لوكبرجن، أنه يتناول القصف الإسرائيلي لقطاع غزة في كانون ديسمبر 2008 ، ويعرض صورا التقطتها عدسات عدة مصورين فلسطينيين خلال القصف وبعده ، يظهر فيها شعب عالق وسط عنف لا يوصف.
وأضاف: الكاميرات تتابع الجثث وهي ترفع من تحت ركام الأبنية المنهارة، والأثر المرعب للقنابل الفسفورية على اللحم البشري وروايات الضحايا عن المجزرة.
وتابع الدليل عن الفيلم: مشاهد (دموع غزة) تتناول صور آباء ينتحبون أطفالهم، وأطفال يتذكرون أهاليهم، ويعاهدون أنفسهم بأن يصبحوا أطباء أو محامين ليساعدوا شعبهم وللدفاع عنه في المستقبل.
ووصف المهرجان الفيلم بأنه دعوى مرفوعة باسم قيمة الحياة البشرية مؤلمة في حساسيتها عميقة وجبارة في تأثيرها.
وجاء الفيلم الألماني أطفال الحجارة ¬ أطفال الجدار للمخرج الألماني روبرت كريج، ليرصد الحياة القاسية التي خلفها الجدار العازل في الأراضي الفلسطينية، ويختصرها أحد أبطال الفيلم بقوله :انتقلنا مع هذا الجدار من العيش في المعتقلات الصغيرة، كما كان الحال في الانتفاضة الأولى، إلى العيش في سجن كبير.
وينتهي الفيلم إلى أن الفلسطينيين يعيشون في ظل جدار العزل ظروفا اقتصادية صعبة، في الوقت الذي تتزايد فيه المستوطنات حول بيت لحم، قاضمة ما تبقى من أراضي المدينة وأشجارها وحياة سكانها ، حسب وصف دليل المهرجان.
وأثار المخرج الهولندي جورج سلاوزر، عاصفة من التصفيق في حفل الختام حين تحدث عن فيلمه وطن ، الذي يتناول حياة فلسطينيين في مخيمات بيروت، مؤكدا أن هذا الفيلم قد يكون آخر أفلامه ، لكنه سعيد لأنه كشف الواقع الفلسطيني الأليم.
ومنحته إدارة مهرجان أبو ظبي السينمائي جائزة أفضل فيلم عن العالم العربي ، كونه رسم صورة تراجيدية للشتات الفلسطيني.
ويتناول الفيلم الفرنسي الألماني يد إلاهية الحياة القاسية التي يعيشها الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس.
وأوضح دليل المهرجان أن هذا الفيلم يعرف الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بأشد التعابير وضوحا وقسوة.
من جانب آخر، رفض الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي، القول إن أبو ظبي السينمائي من المهرجانات الداعية للتطبيع مع إسرائيل.
ونفى الشناوي، الذي كان من المشاركين في الدورة الأخيرة، حضور مخرجة إسرائيلية في حفل الختام، مشيرا إلى أنها مخرجة مولودة في بريطانيا، وتحمل جواز سفر بريطانيا، ولم تحضر الحفل كما تردد في تقارير إعلامية.
وأكد الشناوي أن المهرجان يرفض التطبيع، وسبق له أن رفض عرض فيلم إسرائيلي، طلب المشاركة في دورته الأولى.
كان أبو ظبي السينمائي خصص في دورته عام 2008، برنامجا لذكرى مرور 60عاما على تقسيم فلسطين ، عرض من خلاله 16 ساعة من الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية.