وسط تصريحات عاصفة لقادة مجموعة العشرين واحتجاجات نحو 3 آلاف متظاهر، بدأت أمس اجتماعات القمة الخامسة في سيول، حيث بدت الهوة كبيرة بين مواقف زعماء الدول الصناعية الكبرى أنفسهم حول أزمة سعر صرف العملات واختلالات موازين التجارة. وتباينت الحلول بين دول تسجل فائضا تجاريا من بينها السعودية وأخرى تسجل عجزا كان أكبره في الولايات المتحدة.
بدأت دول مجموعة العشرين اجتماعاتها مساء أمس في سيول بحضور وفد المملكة برئاسة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ، حيث اتسعت الهوة بين تصريحات قادة قمة المجموعة بشأن أزمة العملات ، وتباينت الحلول بين دول تسجل فائضا تجاريا وأخرى تسجل عجزا . وبدأت القمة الخامسة للمجموعة حيث يتابع قادة أهم الاقتصادات العالمية أعمال قمتهم اليوم بالبحث خصوصا عن المعالجات المطلوبة للاختلال في توازن الاقتصاد العالمي.
وتبدو القمة حساسة لأوباما الذي أضعفته الخسارة في الانتخابات التشريعية الأخيرة. إذ سيتعين عليه الرد على انتقادات من غالبية شركائه الذين يتهمون الولايات المتحدة بالأنانية بعد قيام الاحتياطي الفدرالي بضخ 600 مليار دولار إضافي في الاقتصاد.
وتريد الولايات المتحدة الحد من فائض الدول المصدرة الكبرى وفي مقدمتها الصين وألمانيا.وعدلت واشنطن عن المطالبة بقصر فائض الحسابات الجارية على نسبة 4% من إجمالي الناتج الداخلي بعد اعتراض برلين وبكين بشدة عليه.
وأعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أن وضع حدود سياسية للفائض أو العجز التجاري ليس مبررا اقتصاديا ولا مناسبا سياسيا.
وفي أحسن الأحوال يمكن أن تكتفي القمة بتكليف صندوق النقد الدولي بوضع إرشادات عامة للحد من اختلال التوازن بين الدول الدائنة والمستدينة.
وكان المتحدث باسم قمة العشرين كيم يون-كيونغ صرح في أعقاب المباحثات الأخيرة أول من أمس بين مسؤولين ومساعدي وزراء مالية المجموعة لا تزال هناك اختلافات كبيرة حول قضايا العملات والاختلال الحالي في التوازن.
وأعرب أوباما عن أمله في أن يبدأ البيان الختامي للقمة الذي كان لا يزال أمس موضوع مناقشات حادة على مستوى وزاري، في تطبيق الآليات التي ستساعدنا على تحديد وتشجيع نمو متوازن ومستديم.
من جهته تعهد الرئيس الصيني هو جينتاو خلال لقاء ثنائي مع أوباما بتعزيز الحوار والتعاون مع واشنطن. إلا أنه كان أكثر انتقادا عندما دعا الولايات المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها ومواجهة مشاكلها الخاصة.
وتخشى الدول الناشئة أن تؤدي سياسة إنعاش الاقتصاد الأميركي إلى تدفق أموال المضاربات عليها. واتخذت بعضها مثل البرازيل إجراءات للحد من حركة رؤوس الأموال، التي تخضع في الصين لمراقبة صارمة.
ودعت المستشارة الألمانية من جهتها إلى أن تتخذ دول مجموعة العشرين موقفا حازما من التدخل الحمائي الذي تخشاه دول عدة.
وحذر رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان من وجود مخاوف من أننا دخلنا فعلا في خفض تنافسي لقيمة العملات يذكر بالركود الكبير في ثلاثينات القرن الماضي.
أما الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته لويس ايناسيو لولا دا سيلفا فقد اعتبر أن العالم يسير نحو الإفلاس ما لم تنعش الدول الثرية استهلاكها الداخلي بشكل أكبر بدلا من تعزيز صادراتها.