أتابع باهتمام مقالات زميلي الأستاذ القدير عبدالله صادق دحلان لأنه حينما يكتب فهو يقف على طرفي نقيض في آن واحد: 'الخصم والحكم'!
أتابع باهتمام مقالات زميلي الأستاذ القدير عبدالله صادق دحلان لأنه حينما يكتب فهو يقف على طرفي نقيض في آن واحد: الخصم والحكم! سأبدأ هذه المرة من حيث انتهى في مقاله يوم أمس ـ حينما قام بتوجيه رسالة لزملائه التجار السعوديين بقوله صراحة ودون لف ودوران: رسالة إلى زملائي من التجار المستوردين والموزعين وإلى المصانع الوطنية بضرورة العمل على الحفاظ على مستوى الأسعار للسلع الاستهلاكية وغيرها، وعدم الاستغلال للظروف وذلك للمحافظة على سمعة تجار بلادنا. أورد الزميل العزيز دحلان مفردة (السمعة)، محذراً بشكل غير مباشر أن هذه السمعة أصبحت على المحك.. ولو تطوع الزميل العزيز بإجراء استفتاء لسمعة التاجر السعودي اليوم فإنه لن يجد أي قبول للتاجر السعودي في المجتمع. أغلب متاعب الناس الاقتصادية يقف خلفها تاجر جشع.. انطلاقا من وكيل السيارات الشهير وصولا إلى تاجر الأرز الأشهر! سأقول شيئا وأعلم أنه سيغضب الكثيرين.. نتندر أحياناً بجشع التاجر اليهودي، حتى في المرويات والكتب القديمة، لكننا اليوم أمام تاجر مشابه له تماماً، اللهم إلا في اختلاف الديانة! قلة الذين يحترمون التاجر السعودي.. أقل منهم الذين يحملون له أدنى محبة أو تقدير.. سيتطور الأمر يوماً ما، وسيصل للكراهية، ربما يتجاوز الأمر ذلك أيضاً. حينما تم الإعلان قبل أسبوع عن دعم الحكومة للأعلاف، قفز مصاصو الدماء، وأعلنوا تفاعلهم مع القرار وبشّروا المجتمع بخفض أسعار شركاتهم، وعندما أشرقت الشمس اكتشف الناس أن الأمر لا يعدو عن كونه كذبة وفرقعة إعلامية.. التخفيضات ريال ونصف ريال وريالان!
حينما يحذّر الزميل العزيز عبدالله صادق دحلان زملاءه التجار من خطورة استغلال الظروف وأثرها على سمعة التاجر السعودي فهو يتحدث من وسط المجتمع.. من وسط السوق.. من وسط المستودع.. من أطراف الميناء.. من خلف الكاشير.. من وسط المعمعة والمزاد.. يدرك جيدا أي عارٍ هذا الذي جره التجار السعوديون على أنفسهم.. شخصياً شكّلت لي شركات الألبان صدمة حقيقية، لقد اهتزت صورتها.. اليوم ما زلت أبحث عن تاجر يستحق الاحترام في السعودية.