تراجع سعر صرف الريال السعودي بسوق الصرافة المصرية في الأيام الأربعة الماضية بنحو 3 قروش، ليسجل أمس 1.52 جنيه للشراء و1.53 جنيه للبيع، بعد أن كان عند مستويات 1.55 جنيه و1.56 جنيه قبل أسبوع.
وجاء تراجع العملة السعودية متماشياً مع تراجع الدولار بالسوق المصرية، ونجاح الجنيه في استعادة جزء من خسائره أمام الدولار، مسترداً 7 قروش بعدما وصل الدولار إلى مستو قياسي لم يعرفه منذ عام 2006 أمام الجنيه قبل أسبوع. وسجل الدولار أمس 5.70 جنيهات، بعد أن كان عند مستويات 5.77 جنيهات قبل أسبوع، ما أدى إلى تراجع الريال، ليفقد بدوره 3 قروش في سوق الصرافة.
وأكد خبراء ومصرفيون تحدثوا إلى الوطن، أن هناك عدة أسباب ساهمت في استعادة الجنيه لجزء من خسائره أمام الدولار، أهمها التراجع الملحوظ في عمليات استيراد القمح واللحوم، التي شهدت ارتفاعات كبيرة الفترة السابقة، بالإضافة إلى اتجاه غالبية المحافظ الدولارية بالبورصة إلى التخلص من أجزاء مما بحوزتها من الدولار بعد قرار المركزي المصري تثبيت سعر الفائدة على العملة المحلية قبل يومين للمرة التاسعة على التوالي.
وأشار الخبراء إلى أن غالبية حائزي الدولار تخلصوا منه بعدما شهد تراجعاً ملحوظا، لاسيما بعد أن توقعوا موجة صعود إضافية لم تحدث، علاوة على قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بضخ 600 مليار دولار لدعم الاقتصاد الأميركي ما ساهم في توافر العملة الأميركية.
وجاء ارتفاع الجنيه أمام الدولار ليسترد 7 قروش من قيمته من دون أي تدخل من البنك المركزي المصري لدعم سعره، وهو ما أكده نائب رئيس البنك هشام رامز، مشيراً إلى أن حركة الجنيه جاءت على خلفية بيع المستثمرين الأجانب للدولار، وشراء الجنيه لدخول السوق المصرية، وهو ما ساهم في زيادة سعر الجنيه مقابل الدولار.
وقال المدير التنفيذي بإحدى شركات الصرافة المصرية إبراهيم عبدالعليم في تصريح إلى الوطن، إنه لم يلحظ أي تدخل من المركزي فيما يتعلق بضخ سيولة نقدية من الدولار، مؤكداً في الوقت نفسه أن الدولار تراجع نتيجة للعرض والطلب بالسوق.
وأضاف أن تراجع الريال كان أمراً منطقياً في ظل تراجع الدولار، خاصة وأن الطلب عليه بدأ في التراجع اليومين الماضيين على نحو ملحوظ.
من جانبه أكد الخبير المصرفي أستاذ التمويل الدكتور أحمد العطيفي، أن استعادة الجنيه لجزء من عافيته أمام الدولار، كان له أسبابه لعل من أهمها تراجع وتيرة استيراد اللحوم، وانخفاض الطلب على الدولار من قبل التجار لتغطية عملياتهم الاستيرادية.
وقال مدير الخزانة بأحد البنوك المصرية الدكتور طارق هاشم، إن البنوك رصدت عمليات بيع كبيرة في الدولار ممن يقتنونه، خوفا من تسجيل أي تراجعات إضافية، وهو ما ساهم وبشكل كبير في توافر العملة الأمريكية وزيادة المعروض منها.