صار راعي الأغنام الأعزب ديس جريجور، أحد سكان مدينة أديلايد الأسترالية، جزءا من الفلكلور الأسترالي قبل ثلاثة أعوام، عندما وقع في حب الحسناء ناتاشا وتوجه إلى غرب أفريقيا ليطلب يد عروسه، ويدفع لها مهرها من السبائك الذهبية.
بيد أن الحظ كان حليف هذا الرجل (59 عاما)، الذي تمكن من الفرار بحياته بعد احتجازه لمدة 12 يوما في مالي للمطالبة بفدية، وتهديده في يوم ما ببتر أعضائه.
ما لفت انتباه السكان هو أن ناتاشا كانت ثاني امرأة، تبدو فاتنة، يلتقيها جريجور عبر الإنترنت، وينتهي المطاف معها إلى سرقته. فقد عاد جريجور قبل ذلك مفلسا من روسيا، بعد ارتباطه بموعد عبر الإنترنت مع امرأة أخرى كانت تبحث عن حبيب.
لم تكن سذاجة جريجور مفاجئة بالنسبة لقائد شرطة مكافحة الاحتيال وجرائم الشركات بريان هاي، الذي قال: إنك تفكر فقط في عدد الأشخاص غير المتزوجين، الذين يبحثون عن قدر ضئيل من الرفقة.
في غضون ثلاثة أعوام، ارتفع معدل ما يصفه هاي بأنه احتيال رومانسي على الإنترنت من 7% من جرائم الاحتيال الإلكتروني، التي تم رصدها وتبين أن مصدرها نيجيريا، إلى 70%، يقول هاي:لقد تسللوا وبدؤوا في استهداف الأشخاص الرومانسيين.
تتوافر في جريجور كافة العناصر التي تجعل منه ضحية مثالية للوقوع في حب فريسته، فهو رجل متقدم في العمر تسلل اليأس إلى قلبه، ناهيك عن أنه حديث الدخول في عالم الإنترنت.
فبينما يعرف الشباب الشبكة المعلوماتية تمام المعرفة، ويحدون من المعلومات التي ينشرونها على الإنترنت، يرى المسنون والمسنات أنه لا ضرر في إخبار العالم عن أنفسهم، وعن أوصاف الشريك المثالي الذي يتمنونه.
وكانت المفاجأة هي أن المحتالين على الإنترنت يستغلون تلك المعلومات لابتكار شخصية خيالية للشريك المثالي، ومن ثم يوقعون بضحيتهم.
يقول هاي إن الأمر الغريب في الإنترنت هو أنهم يستطيعون إقامة علاقات بشكل أسرع مئة مرة. فهم يقيمون هذه العلاقة، وهذا الارتباط العاطفي، في غضون أيام أحيانا، في حين أن هذا الأمر يستغرق شهورا في المعتاد.
وأضاف فجأة نجد أنفسنا نتحدث عن مدى حب كل منا للآخر، ثم بعد ذلك تتلقى مكالمة هاتفية أو رسالة نصية من أحد المستشفيات.
فربما تعرض محبوبك لحادث، أو مضطر لدفع رشوة للحصول على جواز سفر، أو يحتاج إلى نقود سريعا لحجز تذكرة طيران.
تشير بعض التقديرات إلى أن الأستراليين المتيمين يتعرضون لعمليات احتيال تزيد قيمتها على2.5 مليون دولار أسترالي (2.5 مليون دولار أميركي) شهريا، والقليل منهم يعترف بحماقته، فهم يخشون أن يواجهوا الاستهزاء والسخرية مثلما واجه جريجور لدى عودته من مالي.
فقط يتساءلون بشأن مدى الحماقة التي ارتكبوها، أو ربما يتحججون، مثلما فعل جريجور، بأنهم وقعوا ضحية لحظهم العاثر، وأنهم سيلتقون الحبيب المنتظر في المرة المقبلة.