الرياض: عايد الرشيدي

وُضع الإعلام الرياضي على الدوام في دائرة الاتهام التي طالت منسوبيه بالفبركة والتقوّل والقفز فوق الحقائق حتى راجت هذه المقولات وكأنها من المسلمات.
لكن الإعلامي الرياضي يعاني مثل كثير من منسوبي القطاعات الأخرى من بعض الظلم، فبات يتهم في ذمته، وفي مصداقيته، ووصل الأمر حد منعه من دخول الأندية لمجرد إيراده رأياً لم يلق قبولاً لدى رئيس هذا النادي أو تلك المنشأة، وتطور الأمر أكثر ليصبح عرضة للاعتداءات البدنية واللفظية، ولاتجد إدارات الأندية التي اعتدى إداريوها ولاعبوها على هذا الإعلامي سوى كلمة اعتذار وحب خشوم لتطوي الصفحة وتنهي المشكلة.
ومع كل ما يتعرض له الإعلامي الرياضي، فقد اتهمه عضو هيئة الصحفيين، مدير تحرير الزميلة الحياة جميل الذيابي بالتقصير في حق نفسه لعدم تقدمه بشكوى للهيئة التي رأى أن على أعضائها المنتخبين حماية الإعلامي وإلا فإنها تكون قد أخلت بواجبها.
فيما شدد مدير إدارة الإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب خالد الحسين على عدم جواز منع الإعلامي الرياضي من دخول المنشآت الرياضية دون مسوغات رسمية.


وضع الإعلام الرياضي على الدوام في دائرة الاتهام، وانتقد منسوبوه بالفبركة والتقول والقفز فوق الحقائق حتى راجت هذه المقولات وكأنها من المسلمات.
لكن الإعلامي الرياضي يعاني مثل كثير من منسوبي القطاعات الأخرى من بعض الظلم، فبات يتهم في ذمته، وفي مصداقيته، ووصل الأمر حد منعه من دخول هذا النادي أو ذاك لمجرد أنه كتب رأياً لم يلق قبولاً لدى رئيس النادي أو أحد المتنفذين، وتطور الأمر أكثر ليجد الاعتداءات البدنية واللفظية تنهال عليه من كل حدب وصوب، ولاتجد إدارات الأندية التي اعتدى إداريوها ولاعبوها على هذا الإعلامي سوى كلمة اعتذار لتطوي الصفحة وتنهي المشكلة وكأن شيئاً لم يكن.
وكانت آخر حوادث الاعتداء على الإعلاميين محاولة الخنق التي مارسها لاعب وسط الهلال، المحترف السويدي كريسيتان ويلهامسون على زميل إعلامي سبق له أن أجرى معه حواراً صحفياً، لكنها كانت حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تعرض لها الإعلاميون السعوديون، ففي إحدى مباريات الكلاسيكو التي جمعت الهلال والاتحاد في الرياض توجه أحد الزملاء إلى المطار للحصول على تصريحات لاعبي الاتحاد عن اللقاء، ليفاجأ بنور يشتمه ويقذفه مما دعاه لرفع شكوى للشرطة لم يعرف مصيرها بعد ذلك.
وفي موسم 2006-2007 كان الزميل، المذيع الميداني لقناة راديو وتلفزيون العرب بدر رافع يقوم بمهامه الميدانية في أرضية إستاد الملك فهد الدولي في الرياض قبل أن يطارده رجال الأمن الصناعي الخاص السكيورتي ويتعرضوا له بالضرب بشكل همجي على مرأى مشاهدي القنوات الفضائية.
بدوره هدد مدرب الهلال السابق إيريك جيريتس الإعلاميين المحليين بكلبه (ولو أنه عاد ليدعي أنه كان مازحاً وأن ليس لديه كلب) حيث امتدح الصحافة الفرنسية والبلجيكية مشيراً إلى أنها تنقل الحقائق وأنه قد يضطر لاستخدام كلبه إذا لم ينقل الصحفيون المحليون الحقائق أيضاً.
وفي إطار كل هذه المتاعب لم يجد الإعلامي الرياضي جهة تحميه يمكنه اللجوء إليها للحصول على حقوقه المهدورة، ولايعرف كثيرون ما حقيقة الأدوار التي يمكن أن تقوم بها هيئة الصحفيين وإدارة الإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة الثقافة والإعلام حيال الإشكاليات التي يتعرض إليها.
لجوء للهيئة
يقول عضو هيئة الصحفيين، مدير تحرير الزميلة الحياة جميل الذيابي إنه يفترض في أي إعلامي يتعرض لمشكلة خلال عمله أن يلجأ وعبر شكوى إلى هيئة الصحفيين، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة تلقت عدداً من الشكاوى، وتفاعلت معها، وخاطبت وزارة الثقافة والإعلام، وكذلك وزارة الداخلية بشأنها، ويضيف لكن المشكلة تكمن في الإعلامي نفسه، إذ لا يتجه إلى هيئة الصحفيين، ومع الأسف هناك من ينتقص من دورها كأنه يضع عقبات لنفسه، ويرى أن الهيئة بعبع بالنسبة له، ولو اتصل أي زميل إعلامي بأي عضو منتخب في الهيئة، وأطلعه علي مشكلته، ولم يقم بالدور المنوط به، عليه أن يشهر به، لأن هذا العضو في هذه الحالة يكون قد انتخب ولم يقم بواجبه، وهناك عدد من الطرق لإيصال مشكلة أي إعلامي للهيئة سواء عن طريق مؤسسته الإعلامية بخطاب رسمي، أو عن طريق شكوى يقدمها بخطاب لرئيس مجلس إدارة الهيئة، وحمايته هي دور الهيئة ومن واجباتها، وانتهى برأيي زمن حل المشاكل بـحب الخشوم، ففي ظل وجود هيئة الصحفيين يجب أن يحترم الإعلامي.
لا للمنع
ويشير مدير إدارة الإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب الزميل خالد الحسين إلى أن دورنا في الإعلام والنشر بالرئاسة العامة لرعاية الشباب يقتصر علي منح الإعلامي الرياضي بطاقة إعلامية لتسهيل عمله الميداني، وتخوله دخول جميع المنشآت الرياضية التابعة للرئاسة، ولا يحق لأي جهة سواء رئيس ناد، أو عضو مجلس إدارة، أو مدير ملعب أن يمنعه من دخول المنشأة، طالما يحمل البطاقة الصادرة عن الإعلام والنشر.
ويضيف إذا كانت هناك تحفظات على الإعلامي أو غير مرغوب في تواجده في ناد أو أي منشأة رياضية، فعلى رئيس النادي أو عضو مجلس الإدارة أو مدير المنشأة الرياضية إرسال خطاب رسمي للإعلام والنشر في الرئاسة، يذكر فيه الأسباب والمبررات لعدم الرغبة في الإعلامي، ونحن نقوم بدورنا ونتحقق من الموضوع، والإعلام والنشر هي الجهة التي تمنع الإعلامي من الدخول إذا خالف الأنظمة، وليس رئيس النادي أو مدير المنشأة، ولكن دون خطاب لا يحق لرئيس النادي أو مدير المنشأة الرياضية منع الصحفي من الدخول، أما بالنسبة لمشاكل الزملاء الإعلاميين مع رؤساء الأندية أو مع الإداريين أو اللاعبين؛ فلا علاقة لنا بالإعلام والنشر بالرئاسة بهذه المشاكل، وهذا دور وزارة الثقافة والإعلام.
نطحة بألفي يورو
لاتقتصر متاعب الإعلاميين الرياضيين على ملاعبنا، بل يواجه متاعب في كثير من ملاعب العالم، والأمثلة المحلية والخارجية عديدة، فعلى المستوى الخارجي وجه مهاجم الكاميرون وانتر ناسيونالي الإيطالي صامويل إيتو إساءات وشتائم قبل أن يعتدي على الصحفي فيليبي بوني الذي يعمل في إحدى محطات الإذاعة الخاصة في الكاميرون بنطحه.
وقال بوني عن الحادثة أمسكني ايتو من عنقي قبل أن يضربني برأسه على شفتي العليا حيث تعرضت للنزيف وفقدت أحد أسناني.
إثر ذلك قام الصحفيون الكاميرونيون بالاحتجاج على ما حدث بالامتناع عن طرح الأسئلة خلال مؤتمر صحفي كان مقرراً لأعضاء من المنتخب الكاميروني احتجاجاً على منعهم من الاقتراب من المعسكر التدريبي للمنتخب وضرب زميلهم.
بعد شهر من الحادثة غرم الاتحاد الكاميروني ايتو مبلغ ألفي يورو تعويضاً للصحفي مع اعتذار اللاعب للإعلام.
وصفعة بقيمة أعلى
وفي كأس العالم الأخيرة في جنوب إفريقيا صفع لاعب منتخب الجزائر رفيق صايفي صحفية جزائرية تعمل بصحيفة كومبيتيسيون الناطقة بالفرنسية في الجزائر، فشكت اللاعب للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي نظر في شكواها وفرض عقوبة ماليه عليه بمبلغ 2300 يورو نظير ما بدر منه.
ضرب ومنع من السفر
في موسم 2006-2007 كان الزميل مذيع ومراسل قناة راديو وتلفزيون العرب ا ر تي بدر رافع، يقوم بمهامه الميدانية في إستاد الملك فهد الدولي بالرياض، وقام رجال الأمن في الملعب السكيورتي بمطاردته وضربه أمام مرأى مشاهدي القنوات الفضائية، وقال الزميل بدر رافع عن الحادثة قدمت شكوى إلى الشرطة، وتم تحويل القضية للمحكمة الشرعية، وقد حضرت إلى المحكمة في الموعد، لكن الطرف الآخر لم يحضر، ومضت حالياً ثلاث سنوات على القضية ولم يبت فيها فوكلت أمري إلى الله، أنا حالياً ممنوع من السفر خارجياً حتى حل المشكلة، وحسب ما علمت أن المحكمة تتصل على رقم جوالي القديم، وكان بالإمكان أن ترسل خطاباتها لجهة عملي خصوصاً أن هذه الجهة مدونة لديها، علماً بأن القضية منظورة في الرياض، فيما أسكن في المنطقة الشرقية.