أدت المكاسب المالية التي يحصل عليها السائق الذي يعمل لحسابه الخاص بسيارته إلى تشجيع بعض العمالة الوافدة على ترك أعمالهم الأساسية والعمل لحسابهم, كما دفعت سائقي المنازل للهروب من كفلائهم للعمل كسائقين لحسابهم الخاص. ويحصل السائق على السيارة بطريقة أو بأخرى إما بشراء سيارة بالتقسيط باسم أي سعودي يحصل منه مقابل ذلك على مبلغ يتراوح بين 500 إلى 1500 ريال شهريا أو شراء سيارة مستعملة. وتبدأ الأسعار من 30 ريالا للمشوار الواحد وبلغة السائقين رد واحد أي ذهاب وتختلف الأسعار من سائق لآخر وبحسب السيارة إذا كانت جديدة ، فيما يبدأ سعر الساعة من 60 ريالا. وقد تزيد التسعيرة إذا كان العامل يعمل لدى شركة والسيارة مكتوب عليها اسم الشركة ولا عليك سوى الاتصال بالسوبر فايزر أو المشرف عليهم لتطلب سائقا في موعد محدد ويجب عليك أن تعرف أنه إن تأخرت قليلا ولو عشر دقائق فسوف يذهب السائق لأن القائمة طويلة والعديد من النساء على قائمة الانتظار ولست وحدك من يبحث عن سائق بسيارة للمشوار. وكذلك ترتفع تسعيرة المشوار إذا كانت السيارة تعمل بدون ترخيص ولا يكتب شيء على السيارة لتبدو كأنها سيارة خاصة. وقد دخل العديد من السعوديين هذا المجال لمنافسة الأجانب ولكن لم يجد بعضهم القبول لدى النساء للاعتماد عليهم في مشاويرهن. وتشير آخر إحصائيات وزارة العمل إلى أن العماله المنزلية بلغ عددها مليونا ونصف المليون من بينهم 750 ألف سائق، ولا توجد أي إحصائية للسائقين الذين يعملون بهذه الطريقة لأن أغلبهم يعملون بشكل غير نظامي.
ويقول السائق معين نصر الدين ( يعمل لدى شركة تأجير سائقين بالسيارة) إنه يعمل في الرياض منذ أكثر من 9 أعوام وجرب كل المهن ولكنه استقر أخيرا كسائق لأربع سنوات ويضيف أنه يكسب يومي الخميس والجمعة ما بين 3000 إلى 4000 ريال ولولا الزحام في الرياض لاستطاع أن يحصل على أكثر من ذلك إضافة إلى أنه يعمل من يوم السبت إلى الأربعاء من الساعة السادسة صباحا وحتى الساعة 11 ليلا (في النهار مدار ودوامات وفي المساء زيارات وأسواق) وبالطبع فأغلب زبائنه من النساء. ويحصل نصر الدين في المقابل على نسبة وراتب من الشركة التي يعمل بها, حيث تعمل الشركة نفسها بشكل غير نظامي حسب قوله , ومع ذلك يعمل لديها أكثر من 20 سائقا من جنسيات مختلفة تحت إدارة مشرف من جنسية عربية، ويأمل معين في أن يحصل على سيارته الخاصة ليعمل لحسابه بعيدا عن الشركة ولكنه لم يجد أحدا يشتري له السيارة باسمه ولا يريد أن يشتريها باسم كفيله الذي لو علم بمكسبه لقاسمه إياه.
وفي المقابل تقول أم فارس (موظفة قطاع خاص) إن معاناة النساء مع السائقين لا تنتهي وإن السائق يأخذ منها في الشهر 3400 ريال مقابل توصيلها لعملها وابنتيها لمدرستهما, ويحاسبها على مشوارين في اليوم والمشوار الواحد بـ60 ريالا ولأنها زبونة خصم لها 200 ريال واكتفى 3400 ريال. وأضافت أنها مضطرة لذلك وبالرغم من ذلك يتأخر ويتحكم في مواعيدهن. وقالت ذات مرة غضبت وقلت له لو أننا نقود لما خسرت كل هذه المبلغ وتحملت تأخيرك فرد عليها يا مدام إذا حرمة سعودي يسوق كيف أنا جيب فلوس وسدد حق سيارة 3500 ريال في الشهر.
وذكرت سارة أحمد أن أسرتها استقدمت سائقا آسيويا هرب من المطار وذهب والدها ليحضره من المطار قيل له إنه خرج ولم يروه حتى ولا يعرفون شكله أو حتى لديهم صورته ومنذ 8 أشهر لم يعثروا عليه حتى الآن، وبالطبع معاناتها مع سائقي الإيجار لا تنتهي مع تماديهم وتأخرهم عن الموعد أو عدم حضورهم. وأشارت لطيفة علي (معلمة) إلى أنها طلبت من السائق الذي يوصلها لعملها إن كان يعرف سائقا ليعمل لديها في المنزل فسألها مدام كم أنت يعطي فلوس في الشهر فقالت ألفي ريال فأجابها ضاحكا كيف نفر شغل سواق بيت وشيل 1800 ريال وهو شيل 6 أو 7 آلاف في الشهر يامدام كل نفر ما يبغى شغل سواق ممكن هذا يجي شغل بيت هو جديد ما في فلوس جيب فلوس زيادة هو روح شغل بره على طول. أما المعلمة منيرة التي تقول فوجئت بالسائق الذي استأجرته من الشركة بالسيارة يطلب منها أن تشتري سيارة باسمها بالتقسيط وهو يدفع كامل المبلغ الدفعة الأولى والقسط الشهري ويدفع لها 500 ريال في الشهر وعند انتهاء التقسيط وفي حال رغب في العودة إلى بلاده أو بالهجرة لنيوزلاند كما فعل صديقه سوف يبيع السيارة ويعطيها نصف المبلغ. ويؤكد حطاب العنزي من وزارة العمل أن عمل السائق بهذه الطريقة غير نظامي إلا مع شركة حاصلة على ترخيص بينما عمل العامل كسائق لحسابه الخاص أو لدى غيره ليس نظاميا وغير مسموح به، وبالنسبة للسائق الهارب ومن يؤويه عليهما عقوبة غرامة مالية عالية ومن يؤويه ويشغله يحرم من الاستقدام سنتين، وعن تأجير السائقين قال إن هناك بعض مكاتب الاستقدام لديه ترخيص بتأجير سائقين.