نقاد وفنانون يؤكدون أن الدولة هي المسؤولة عن هذا التراجع
شهدت دور عرض الأفلام السينمائية في مصر إحجاماً كبيراً من قبل المترددين عليها خلال العام الماضي 2009، وتراجع عدد المترددين على السينما إلى 13.1 مليون متردد عام 2009 ، في مقابل 18.8 مليون متردد عام 2008 بنسبة انخفاض 30.5?. نفس الأمر ينطبق على المسارح التي تراجع عددها إلى 38 بدلا من 48 مسرحا عام 2008، كما تراجع عدد المترددين عليها.
فما هي أسباب تراجع الحركة الفنية في مصر وعدم إقبال الناس على الأنشطة الفنية؟
في البداية قال الناقد محمد بدر الدين لـ الوطن إن الحالة الاقتصادية السيئة التي يمر بها الشعب المصري في السنوات الأخيرة تمثل عائقا كبيرا بينه وبين ارتياد المسارح أو دور العرض السينمائية، حيث يعتبر الناس أن الفن هو نوع من أنواع الترفيه، ولا يقبل عليه إلا في حال الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية.
بينما يرى الناقد فوزي سليمان أن الذنب يقع على عاتق وزارة الثقافة والمؤسسات الرسمية التي تخلت تماما عن الفن، وأهملت المسارح ودور العرض السينمائية، وأصبحت لا تدعمها. يضيف سليمان أن التلفزيون أيضا يلعب دورا كبيرا في سحب البساط من تحت أقدام هذه الأنشطة، لأنه لا يتطلب عناء الخروج والتكلفة الاقتصادية.
يتفق المخرج أشرف فايق مع سليمان في أن تخلي الدولة عن الفن هو سبب هذا التراجع، مشيرا إلى ضرورة عودة الدولة إلى ممارسة دورها في إنشاء السينمات والمسارح في جميع المناطق والأقاليم لتشجيع الناس على ارتيادها.
وكان تقرير حديث للجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء، تناول فيه الإحصائية الثقافية السنوية عن السينما والمسرح في مصر، قد ذكر أن دور عرض الأفلام السينمائية في مصر تراجعت بنحو حاد خلال العام الماضي 2009، إذ بلغ إجمالي عددها نحو 237 داراً عام 2009 ، في مقابل 250 داراً عام 2008 بنسبة تراجع بلغت 5.2?.
وأشار الجهاز المركزي للإحصاء إلى أن جملة الإيرادات بالنسبة لدور العرض السينمائي تراجعت إلى 233.2 مليون جنيه عام 2009، في مقابل 355.4 مليون جنيه عام 2008 بنسبة انخفاض قدرها 34.4?، وبلغ عدد مقاعد دور العرض 83.683 ألف مقعد عام 2009، مقابل 86.659 ألف مقعد عام 2008، بنسبة انخفاض قدرها 3.4 ?، كما بلغ عدد العاملين 2194 عاملاً عام 2009 ، مقابل 2412 عاملاً عام 2008 بنسبة انخفاض قدرها9.0?
وبالنسبة لإحصاءات المسرح أشارت الإحصائية إلى انخفاض عدد المسارح العامة إلى 38 مسرحاً عام 2009 ، مقابل 48 مسرحاً عام 2008 بنسبة انخفاض قدرها 20.8 ? ، وبلغ عدد الفرق المسرحية الوطنية 64 فرقة عام 2009 ، منها 61 فرقة بالقطاع الحكومي بنسبة 95.3 ? يعمل بها 3839 عـاملاً، وبالقطاع الخاص 3 فرق بنسبة 4.7? يعمل بها 180 عاملاً.
وأشارت الإحصائية إلى أن عدد العروض المسرحية بلغ 3010 عروض عام 2009 منها 2795 عرضاً في القطاع الحكومي بالداخل بنسبة 92.9 ? بينما قدم القطاع الخاص 215 عرضاً بنسبة 7.1 ? ، بلغ عدد الفرق المسرحية الأجنبية التي قدمت عروضها في مصر نحو 102 فرقة عام 2009 قدمت 252 عرضاً شاهدها 71 ألف متردد، فيما بلغ عدد العروض التي قدمتها فرق القطاع الحكومي في الخارج نحو 72 عرضاً عام 2009 شاهدها 56 ألف متردد.
ولفت التقرير إلى أن عدد المترددين على المسارح في مصر بلغ 897 ألف متردد عام 2009 ، منها 838 ألف متردد في القطاع الحكومي بنسبة 93.4 ? و58 ألف متردد في القطاع الخاص بنسبة 6.5 ? ، وبلغ عدد مقاعد المسارح العامة 23.335 ألف مقعد عام 2009، مقابل 29.835 ألف مقعد عام 2008 بنسبة انخفاض قدرها 22.5 ?.