هذا الصباح يجب أن تتأمل طاولة مكتبك.. كم عدد الأوراق الموجودة على سطح المكتب؟
هل هي بضعة أوراق وشاشة حاسب آلي فقط، أم عدد هائل لا حصر له من الأوراق والملفات والتقارير والدراسات والمعاملات المتكدسة؟
هل يأتيك أحياناً شعور أن مكتبك تحول إلى ما يشبه الأرشيف؟
أنت واحد من اثنين .. إما أنك مسؤول بيروقراطي ـ أرفل، والأرفل في ثقافتنا الشعبية هو الشخص الذي بلغ غاية الكسل والإهمال والفوضى ـ تنام المعاملة على سطح مكتبك أسبوعاً كاملاً، وتتراكم الأوراق فوقها حتى تضيع!
أو أنك شخص يعمل عمل عشرة أشخاص، لأن الزملاء المفترض أن يتقاسموا معك العمل تم ندبهم إلى مناطق أخرى!
كثيراً ما ألاحظ طاولات المسؤولين عند مراجعتي لأي منشأة حكومية.. الطاولة التي تخلو من الأوراق تؤكد لي أن وتيرة العمل سريعة ومرنة.. الطاولة المتكدسة بالأوراق تكشف أننا أمام مصيبة إدارية!
قبل أيام شاهدت في إحدى الصحف صورة لأحد المسؤولين، كانت الصورة له وهو يجلس خلف طاولة مكتبه.. كانت الطاولة أشبه ما تكون بـبسطة عامل في البطحاء!
أقلام من كل شكل ولون.. مساطر.. مجموعة تقاويم.. أوراق متكدسة وأخرى مبعثرة.. صحف ومطبوعات.. الرجل وضع على الطاولة كل شيء.. لفت انتباهي وجود شيء يشبه الخيشة على الطاولة، ربما هي خيشة معاملات لم يتم فتحها بعد.. الصورة لم تكن واضحة .. ثمة أشياء أخرى، ربما : كاسات شاي.. تمر.. فازلين.. مقص أظافر.. علبة بانادول.. صحن فارغ.. قفازات.. درع خشبي قديم!
المسؤول الذي يوافق على تصوير مكتبه وهو بهذه الصورة المشوهة مسؤول أرفل !
ركز جيداً في المرات القادمة.. من خلال طاولات المسؤولين، تستطيع أن تعرف مقدار الزمن الذي سيستغرقه إنجاز معاملتك.