يجب ألا ينحصر الشجب والإدانة على تنظيمات فلسطينية بعينها. فالحدث يستوجب تجنيد كل المؤسسات العربية والإسلامية، ضد منظمة اليونيسكو التي وضعت مدينة القدس على موقعها الإلكتروني كعاصمة لإسرائيل، خلافا للقوانين والقرارات الدولية التي تعتبر القدس أرضا فلسطينية محتلة.
بالتأكيد لم يكن القرار سهوا، كما فعلت الإدارة الأميركية في وقت سابق، ووضعت إسرائيل على لائحة الإرهاب، فهو كان عن سابق إصرار وترصد، يشترك فيه مدير عام منظمة اليونيسكو والأمين العام للأمم المتحدة لشخصهما الاعتباري كمسؤولين عن المنظمتين الدوليتين.
بالتأكيد فرحة إسرائيل كبيرة بهذا التصنيف، فهي نالت اعترافا غير مسبوق بـعاصمتها من أعلى منظمة ثقافية عالمية، بعد أن رفض الكثير من الدول الصديقة لها الاعتراف بذلك.
المسؤولية كبيرة على المنظمات العربية والإسلامية لمواجهة هذا العبث التي قامت به اليونيسكو، وفي الطليعة الجامعة العربية، ولجنة القدس، ومنظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقاً) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليكسو)، والمنظمة ا?سلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، التي ستكون مهمتها العمل على تصحيح هذا الخطأ - إذا كان خطأ- وفضح أسلوب إسرائيل وبعض المرتبطين بها في اليونيسكو- إذا كان الأمر خطيئة-.
على الدول العربية والإسلامية ألا تقف مكتوفة الأيدي حيال هذا الأمر الخطير، لأن أساسه سياسي وليس ثقافيا، وألا يتركوا العبء على فلسطين ومؤسساتها وشعبها، فلديهم ما يكفيهم من مشكلات.
القدس مسألة حضارة عالمية، وعلى العالم بأجمعه، قبل العرب والمسلمين أن يرفض أن تتحول إلى عاصمة لإسرائيل.