واشنطن: عضوان الأحمري

قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة عادل الجبير إن اكتشاف 15 سعوديا بين المنفذين لهجمات 11 سبتمبر 2001 كان مؤلماً للسعوديين أكثر من غيرهم، لكن هذه الحادثة زادت العلاقات السعودية الأميركية قوة وجعلت البلدين شريكين في مواجهة الإرهاب.
وأكد الجبير في كلمته أمام مؤتمر العلاقات الأميركية - العربية في واشنطن أول من أمس، أن العلاقات بين الطرفين واجهت تحديات، ولكنها تزداد قوة. وتابع: لا يعني ذلك أنه لا توجد خلافات بيننا، ولكن حين تظهر تلك الخلافات فإننا نناقشها دون تردد. وزاد: العنصران المهمان في أي علاقة بناءة هما الصدق والوضوح.


أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة عادل الجبير أن اكتشاف 15 سعوديا بين المنفذين لهجمات 11 سبتمبر 2001 كان مؤلماً للسعوديين أكثر من غيرهم, لكن هذه الحادثة زادت العلاقات السعودية الأميركية قوة وجعلت البلدين شريكين أساسيين في مواجهة الإرهاب. وقال الجبير في كلمته أمام مؤتمر العلاقات الأميركية - العربية في واشنطن، إن العلاقات بين السعودية وأميركا بدأت منذ 70 عاما والعلاقات العسكرية بدأت منذ الخمسينات وهذه العلاقة واجهت تحديات ولكنها تزداد قوة مع التحديات. وتابع لا يعني ذلك أنه لا توجد خلافات بيننا وبين الولايات المتحدة ولكن حين تظهر تلك الخلافات فإننا نناقشها دون تردد. إن العنصرين المهمين في أي علاقة بناءة هما الصدق والوضوح.
وأوضح الجبير أن عدد الطلاب السعوديين الذين يدرسون في الولايات المتحدة الآن يزيد على 30 ألف طالب فيما كان العدد عام 2003 لا يتجاوز 3 آلاف طالب فقط. وتابع لقد منحت سفارة الولايات المتحدة في الرياض 70 ألف تأشيرة لمواطنين سعوديين العام الماضي ومنحت سفارة المملكة في واشنطن 65 ألف تأشير لأميركيين في العام نفسه. وهذه الأرقام غير مسبوقة بكل المعايير. وأشار الجبير إلى العلاقات التجارية والاستثمارية قائلا إن حجم مشاركة الشركات الأميركية في مشروعات بالسعودية بلغ خلال الأعوام الخمسة الأخيرة ضعف ما بلغه خلال الـ60 عاما التي سبقتها. وأشار إلى أن عضوية المملكة في منظمة التجارة العالمية منذ 2005 ساعد على ذلك وأن معدلات النمو في المملكة زادت بقدر ملموس منذ توقيع اتفاق العضوية مع المنظمة.
وحول الدور الذي تلعبه المملكة في المنطقة قال الجبير أهم الأمور التي تحدد رؤية المملكة لدورها هو استقرار ورخاء شعبها وشعوب المنطقة. فليس للملكة أية طموحات خارج حدودها إلا رؤية منطقة تتمتع بالأمن والرخاء. ودورنا هو بناء الجسور وليس هدمها. وأشار إلى حوار الأديان الذي بدأ بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائلا إن تلك المبادرة تبلور الدور الذي تلعبه المملكة بوضوح كجسر بين العقائد المختلفة لما فيه خير الاستقرار العالمي والبشرية بصفة عامة. وقال إن المبادرة تطورت إلى مؤتمر جنيف ثم مؤتمر الأمم المتحدة بما يعني إدراك العالم لأهمية محتواها وأهدافها.
وردا على سؤال حول مبادرة السلام العربية قال الجبير إن إدارة الرئيس باراك أوباما ترى في المبادرة أساسا مهما لإحلال السلام وأن الدول العربية متفقة على الإبقاء على المبادرة على الطاولة. غير أنه أضاف بالمبادرة سجلت الدول العربية والإسلامية رغبتها الصادقة في السلام إلا أن إسرائيل ردت بصورة سلبية. وقد أظهر العرب إرادة حقيقية في إحلال السلام ولكن إسرائيل لم تفعل. وردا على سؤال حول نظرة المملكة إلى الدعوات التي تتردد بين فينة وأخرى في الولايات المتحدة حول وقف استيراد نفط الشرق الأوسط، قال الجبير إن تلك الدعوات تتردد في الموسم السخيف أي موسم الحملات الانتخابية. وشرح أن إنتاج أي دولة من الطاقة يصب في خزان افتراضي يسحب منه العالم وأن نقص الكمية الواردة إلى ذلك الخزان بصرف النظر عن مصدرها سيؤدي إلى أزمة طاقة عالمية.
وقال الجبير إنه على عكس ما يقال أحيانا في الولايات المتحدة من أن المملكة تعارض تطوير مصادر بديلة للطاقة فإن المملكة تدعم ذلك في واقع الأمر. وأعطى مثلا بالعلاقة بين الفحم والنفط قائلا إن النفط حل محل الفحم قبل 60 عاما كمصدر أول للطاقة في العالم إلا أن إنتاج الفحم ظل يتزايد على الرغم من أن حصته النسبية في كعكة إنتاج الطاقة في العالم بكافة صورها قد تراجعت بالنسبة للبترول.
إلى ذلك قالت مديرة الشؤون الثقافية والاجتماعية بالملحقية الثقافية بواشنطن موضي الخلف إنه وفقا للإحصاءات فإن السعودية تنفق نحو مليار ريال سنوياً على البحث العلمي, وإن إجمالي المبتعثين في أنحاء العالم يشكل 18% من طلاب التعليم العالي في السعودية. وأكدت في كلمتها أن النساء يشكلن قرابة 30% من المبتعثين في أنحاء العالم.
وتتواصل أعمال المؤتمر الـ19 عشر لمجلس العلاقات الأميركية – العربية حيث سيلقي كل من رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الأمير تركي الفيصل, ورئيس الجامعة العربية المفتوحة الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز كلمة في اليوم الثاني للمؤتمر.
الدول العربية متفقة على الإبقاء على مبادرتها على الطاولة، والعرب أظهروا إرادة حقيقية في إحلال السلام ولكن إسرائيل لم تفعل.