حكى لي أحد محاسبي تعليم البنات أيام الرواتب تصرف نقدا أنه كان يخشى أن توقع معلمة على المسيّر عنها وعن بعض زميلاتها.

حكى لي أحد محاسبي تعليم البنات أيام الرواتب تصرف نقدا أنه كان يخشى أن توقع معلمة على المسيّر عنها وعن بعض زميلاتها، فكان يضطر للتركيز على كفوف المعلمة بكل طاقته ليسجل شكلها في ذاكرته، حدث مرة أن معلمة همّت بالتوقيع فأخبرها أنها وقعت قبل قليل، فاعترفت له بأن زميلتها غائبة وأنها رغبت في مساعدتها باستلام راتبها نيابة عنها.
دهش كثير من المتابعين لفوز أربع نساء بعضوية مجلس إدارة نادي حائل الأدبي، مثار الدهشة هو الثقة التي منحها المثقفون الحائليون لهذا العدد اللافت من النساء، إذ فازت أربع من أصل خمس مرشحات مقابل فوز 6 رجال من أصل 28 مرشحا. أي أن نسبة فوزهن إلى مجموعهن تزيد عن 3 أضعاف نسبة فوز الرجال إلى مجموعهم. امرأة واحدة فقط لم تنجح في مقابل 22 رجلا. إنه أمر مذهل. ربما أن هناك عوامل أخرى، كمكايدة الرجال لبعضهم، إلى جانب أن عامل الثقة أدى إلى هذه النتيجة المدهشة، واللعبة الانتخابية تتيح الكثير من طرق اللعب. على كل حال ستفوز نساء أخريات في نواد أخرى، وهذا ليس محل سؤال. محل السؤال هو: كيف ستتم اجتماعات مجلس الإدارة برجاله ونسائه؟
حين دخلت المرأة الأندية الأدبية تلبست نادي جازان حشمة زائدة وكلف أحد أعضائه بالإشراف على اللجنة النسائية فلا يتم اتصالهن بالنادي أو اتصال النادي بهن إلا عن طريقه، تماما كما يعمل المحرم، وظل الحال كذلك حتى جاءت السيدة خديجة ناجع لرئاسة اللجنة النسائية وكان أول أعمالها إلغاء هذه الآلية الغريبة لدرجة الإهانة.
كيف سيتم عقد الجلسات الآن؟ هل ستحضر العضوة محرمها معها لجلسات المجلس التي يفترض ألا يكون فيها سوى الأعضاء؟ أم سينتظرها في الصالة حتى تنتهي الجلسة؟ وما فائدة حضوره إذن؟ وإذا حضرت وحدها وجلست على طاولة الاجتماع فكيف يمكن التأكد أنها هي؟ أم سيتم الاجتماع من خلال شبكة صوتية أو مرئية مغلقة؟ ومن الذي سيضمن أنها هي؟ أو يضمن أنها وحدها في الغرفة المنفصلة وليس معها صديقة أو اثنتان تتابعان الجلسة دون أن يعلم السادة الأعضاء؟
كيف يمكن التأكد من شخصية العضوة حتى تصبح الجلسة نظامية تماما؟
للاطلاع والإفادة.