القاهرة: حازم عبده

أهدت الكاتبة والناقدة صافيناز كاظم إلى مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية، المجموعة الكاملة لأعمال والدها، الفنان محمد كاظم أصفهاني، أحد أبرز معلمي الخطوط العربية والرسم النظري في القرن العشرين، وأهم خبراء الخطوط لدى محكمة استئناف مصر العليا، بالإضافة إلى عدد كبير من الوثائق والشهادات والخطابات ومجموعات الخطوط، والصور الشخصية النادرة الخاصة بوالدها.
وقال مدير مركز الخطوط بالإنابة الدكتور خالد عزب، إن هذا الإهداء يأتي في إطار مشروع مكتبة الإسكندرية لتوثيق تاريخ الخط العربي في مصر في القرنين التاسع عشر والعشرين، مشيرًا إلى أن الأعمال والوثائق النادرة للفنان محمد كاظم أصفهاني تضفي قيمة كبيرة للمجموعات والوثائق التي تقتنيها المكتبة، وتؤكد على اهتمام المكتبة بالاحتفاء برواد الخطوط في العالم العربي، وتسليط الضوء على الخط العربي الذي يعد من أبرز الفنون العربية.
ويضم الإهداء الوثائق الكاملة لـمجموعة كاظم، بخط يده، والتي أصدرها عام 1925، إحداها في خط الرقعة، وأخرى في خط النسخ، والثلث، والتجويد، وهي تعرض مبادئ حسن الخط، والكلمات المركبة، ووصف الخط، وبعض الأقوال المأثورة، وتاريخ الكتابة والخط عند العرب. وقدم كاظم في مجموعته أيضًا نبذة عن الخط العربي، وقال فيه: ظهر ببغداد عام 328 الوزير الكاتب أبو علي محمد بن علي بن مقلة، واخترع نوعًا من الخط سمي بالخط البديع، وقد اشتهر بين الُكتاب أن هذا الخط البديع هو خط النسخ الشائع اليوم، نقله ابن مقلة عن الخط الكوفي، وهذا مقام لا يزال إلى البحث والتحقيق. وأضاف: قد تفنن العجم والترك في تحسين الخط وتنويعه، فاخترعوا خط التعليق أو الرقعة، وواصلوا النسخ والثلث والخط الفارسي إلى أقصى درجات الحسن والإتقان.
وأهدت صافيناز كاظم المكتبة أيضًا مجموعة من السجلات والتقارير التي قدمها محمد كاظم أصفهاني لمحكمة استئناف مصر العليا كخبير في تحقيق الخطوط، ويعد من أهمها تقرير الخبراء الفنيين للدفاع في قضية المؤامرة الكبرى التي نظرتها المحكمة العسكرية في سبتمبر 1920 م، والتي كلف بها بلسان الأستاذ توفيق بادوس المحامي. ويحمل الإهداء صورة لعدد مجلة اللطائف المصورة الصادرة في 4 أكتوبر سنة 1920، والتي تعرض صور الخبراء الفنيون للدفاع في القضية الكبرى، وهم محمد أفندي كاظم أصفهاني الخبير بالخطوط، ومحمود أفندي حسني الخبير بالخطوط، والأستاذ الشيخ علي عوض الخبير، والأستاذ الشيخ عبد الرزاق المستشار الفني، والأستاذ الشيخ حسن شهاب المستشار الفني.
وجاء ضمن المجموعة المهداة مخطوطة بخط يد الفنان كتب عليه: كتبت وقد أيقنت أنني ستفنى يدي وتفنى كتابتي، وهي تعود لعام 1941، كما تضم المجموعة خطاب اعتذار وجهه زكريا يحيى، أحد طلاب محمد كاظم، إلى معلمه، وهي تعود لعام 1907، وجاءت ضمن ملف أوراق الفنان والتي حفظتها زوجته خديجة، وجاء فيها: بدرت مني بادرة سوء أدب نحو المعلم، فبهذه الورقة أعترف بسوء أدبي وألتمس الرجاء من حضرتكم بمسامحتي وهذه آخر مرة. ويأتي ضمن المجموعة خطاب آخر من تلميذه اسكندر المصري يعتذر عن طول انقطاع الاتصال، وهي تعود لعام 1912.
وفي وثيقة أخرى، تظهر صورة من كراسة تحضير الدروس الخاصة بالفنان محمد كاظم أصفهاني، والتي استخدمها أثناء عمله كمدرس للخط العربي والرسم المنظوري بمدرسة الأقباط الكبرى بالإسكندرية بقسميها الابتدائي والثانوي، ويوضح فيها بخط يده موضوع الدرس، والمادة، والفصل، والتاريخ.