• علامَ هذا التخاذل في تطبيق القرارات التي تستهدف رغد عيش المواطن؟ فهل سيرى الشباب الطامح في العملِ ضوءاً في آخر نفقِ مشوارهم الطويل، وانتظارهم الأطول لتحقيق أحلامهم؟!. هل سيرون نوراً في ضوء التحذير الذي وجهته هيئة الرقابة والتحقيق للدوائر الحكومية التي تهاونت في التنفيذ، حيث صدرت إليهم التوجيهات بتفعيل الأوامر السامية التي تهدف إلى تحقيق الأمن الوظيفي والمالي لهؤلاء الفتية الذين يتطلعون لحياة كريمة، الفتية الذين أحَبّهم مليكهم فأحبوه؟
• وهذا نوع آخر من التخاذل سطره المواطن عبدالله زايد عسيري، يقول فيه: نحن أهالي قرية المطعن التابعة لمنطقة عسير؛ نترقب في هذه الأيام القائظة - كعادتنا مع كل صيف - هَبّة نسيم باردة ولو لدقيقة واحدة، وذلك لعدم توفر الكهرباء في قريتنا، مع أننا موعودون منذ عشرين عاماً بإشعال أول مصباح كهربائي في قريتنا، والاحتفال بالضغط على أول مفتاح مكيف، إلا أن شيئاً من هذا لم يحصُل.. فكل الذي حصلنا عليه هو المزيد من المواعيد العرقوبية عاماً بعد عام؛ وكلما سألنا المسؤولين، قالوا: نحن في الطريق إليكم، لكن يبدو أن الطريق الذي يستخدمونه مظلمٌ لا يستطيعون السير فيه.
• وفي تخاذل آخر بعثه إليّ أحد موظفي التشغيل الذاتي يقول فيه: نحن موظفو التشغيل الذاتي منذ 9 /1 /1431 وحتى اللحظة، يطبق علينا نظام العمل والعمال- ولا اعتراض عليه- لكننا نعترض على عدم تطبيق سلم رواتب التشغيل الذاتي بحقنا، وكذلك لم يتم تسجيلنا في التأمينات الاجتماعية منذ مباشرتنا العمل، علماً بأنه يخصم من رواتبنا 400 ريال شهرياً للتأمينات؛ فمَنْ سيرفع عنا هذا الظلم ومتى؟!
• أما الخذلان المبين: فهو الذي جاء به الدكتور الحبيب الذي ادعى تحليل شخصية الحبيب صلى الله عليه وسلم بما لا يليق، فضلاً عن الخطأ العلمي في التحليل النفسي ذاته، حتى لو لم يكن المقصود به نبياً اختاره الله وأدبه فأحسن تأديبه.. أما أهل الشمال والجنوب فسيغفرون له زلته، مقصودةً كانت أو غير مقصودة، لكن ادعاءه على رسول الله سيحاسبه الله عليه، وأرجو الله أن يغفره. بيد أنني ألفت انتباه طبيب النفس إلى أن اليتم ليس مقياساً لفقدان الحنان، فثمة من يفقد الحنان وأبواه على قيد الحياة.