يتتبع كتاب الجرذ..التاريخ الطبيعي والثقافي لجوناثان بيرت، الذي ترجمه معن أبو الحُسن الصادر أخيرا عن مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، التغييرات التي طرأت على علاقة الإنسان بالجرذ عبر الزمن منذ أول مستحاثة وجدها علماء الآثار، وحتى الجرذان التي خضعت للهندسة الوراثية في وقتنا الحالي، كما يصف لنا معانيها في الفنون، ودورها في العلوم والديانات والأساطير والحكايات الشعبية، والمجتمع، وتجارب الأدوية، واختبارات التحليل النفسي.
يتحدث الكتاب عن الجرذان التي انتشرت في أرجاء العالم، ولقبت بظل الإنسان، ذلك لأنها تبعته في المعاملات والنشاطات التجارية التي قام بها على مرّ السنين، ولقد ذمتها كتب التاريخ بوصفها عاملاً مهماً في انتشار الأوبئة والأمراض، وتدمير المحاصيل الزراعية، وغزو المدن، وعلى الرغم من ذلك، فإن الجرذان في أيامنا هذه ـ كما يرى المؤلف ـ تسدي صنيعة كبيرة للعلم بوصفها موضوعاً للتجارب.
يقول مؤلف الكتاب جوناثان بيرت إنه في صميم اهتمامات الإنسان بالذكاء والجنس وعلوم الصحة، لعب الجرذ دورا كحقل للتجارب، وقدم لنا برهانًا حياً على أسوأ ممارسات الإنسان المتطرفة. ومن الغريب أن معظم شعوب العالم تنظر باشمئزاز إلى هذا المخلوق الذكي سريع التكيف، وذي الخصوبة العالية، وقلة قليلة من الحضارات هي التي أبقت على مكانة للجرذ وصلت حد التأليه.
ويعد مؤلف الكتاب جوناثان بيرت واحدا ممن درسوا علم المستحاثات في جامعة كامبريدج من عام 1977 حتى 1980. وعمل المؤلف كاتبا متفرغا ومدرسا بعد أن تنقل في العديد من الوظائف ما بين عامي 1980
و1982. ومن مؤلفاته Animal in Films عام 2002.