هل لدينا مذيعات حقيقيات؟ وجهت هذا السؤال للكاتب الكبير أنيس منصور الشاهد الحي الوحيد على ليلة كاملة قضتها المذيعة الراحلة سلوى حجازي بين عمالقة الشعر والرواية والقصة والصحافة والمسرح في حضرة عميد الأدب الراحل الدكتور طه حسين. والذي حدث أن المذيعة الصغيرة سنا وحجما جلست بجوار العميد لتروض الذئاب أو الأسود الحاضرين وهم: نجيب محفوظ ويوسف السباعي وعبد الرحمن الشرقاوي وعبد الرحمن صدقي وأمين يوسف غراب ومحمود تيمور ومحمود أمين العالم وثروت أباظة وكامل زهيري والصحفي الشاب في ذلك الوقت أنيس منصور.
يسأل محفوظ أستاذه العميد عن الرواية العالمية فتتدخل المذيعة أو تتداخل بصورة جميلة وأسلوب رائع فتزيد الموقف سخونة, فإذا ما جاء دور الشعر من خلال عبد الرحمن صدقي شرحت للعميد ما يقصده, فإذا كان السؤال عن المسرح الشعري بواسطة عبد الرحمن الشرقاوي أضاءت للحاضرين من العمالقة والمشاهدين في آن واحد ما قد يعتريه الغموض.
ورغم زمجرة العميد طوال الأمسية معترضا على ضحالة ما يقدمه الجيل الجديد مستثنيا نجيب محفوظ ومحمود أمين العالم, ورغم صمت الحاضرين مخافة أن يغضب العميد ترد المذيعة اللبقة مدافعة عن الإبداعات والمواهب الطالعة فيومئ العميد بالموافقة.
قلة قليلة من مذيعات الجيل الحالي تستطيع أن تحاور في الثقافة والأدب على النحو الذي كان.. قلة منهن من تستمع أولا قبل أن تسأل, ومن تفهم وتستوعب قبل أن تعترض, ومن تقرأ جيدا قبل أن تظهر على الشاشة.. من هؤلاء المذيعات كوثر البشرواي ووجهت بحملة كراهية لا مبرر لها .. ربما لثقافتها الواسعة إذ المفترض في المذيعة الشقراء أن تكون سطحية وجاهلة.. لقد غابت السيدة لسبب لا نعرفه.. ابحثوا عن كوثر واستفيدوا منها.
kandil@alwatan.com.sa