إذا لم تكن هذه الواجهات المنحوتة للثموديين قوم نبي الله صالح عليه السلام وإنما للأنباط، فلماذا سُميت مدائن صالح بهذا الاسم؟!

إذا لم تكن هذه الواجهات المنحوتة للثموديين قوم نبي الله صالح عليه السلام وإنما للأنباط، فلماذا سُميت مدائن صالح بهذا الاسم؟! هل هناك صالح آخر؟! وقد اختلف في تسميتها، وأرجعها بعضهم لرجل اسمه صالح من بني العباس بن عبدالمطلب، نسبت إليه في القرن الثامن الهجري أي 14م، ولكن لا شك في أن الثموديين هم من سكان الحجر أو من الحضارات التي سكنتها فعلا، كما ذكر القرآن الكريم، ومن ثم ربما بادت ودرست آثارها، ولكن أين؟! فالحجر منطقة كبيرة تقع شمال العلا بـ22 كيلو ومقابر الأنباط المنحوتة قصورا بحسب ما أعرف تقع في جزء منها، وكما جاء في كتاب (العلا ومدائن صالح .. حضارة مدينتين) للبروفسور الدكتور عبدالرحمن الأنصاري والدكتور حسين أبو الحسن ص57: وردت نصوص في القرآن الكريم تؤكد أن الحِجر كانت منطقة مأهولة بالسكان في الألف الثالث قبل الميلاد على أقل تقدير حيث سكانها الثموديون في تلك الفترة، وذلك اعتمادا على الترتيب القصصي للأحداث كما جاءت في القرآن (الأعراف الآيات 66- 79 ، إبراهيم الآية 9، غافر الآيات 28 ـ 31) فقد ورد ذكر الثموديين بعد نوح وقبل موسى عليهما السلام، ويرجع بعض المؤرخين فترة موسى عليه السلام إلى فترة حكم رمسيس الثاني (1290 ـ 1224 قبل الميلاد) ويعدونه فرعون موسى، أما ثمود التي ذكرت في الآشوريات وفي بعض النصوص الإغريقية واللاتينية المتأخرة فلا صلة لها بقوم نبي الله صالح، ولكن يمكن أن نعدهم من بقايا تلك الأمة الغابرة الذين تبدّوا بعد حضارة، ولم يرد في الأحاديث الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم عند مروره بالحجر وثمود قوم صالح.
وهناك واجهات جبلية منحوتة غير قصور مدائن صالح، كمقابر الأسود في الخريبة ومدائن شعيب جنوب تبوك، فهل من الممكن أن يكون الرسول عليه الصلاة والسلام مرّ على أحدها لا على مدائن صالح!؟ كما أن ما ورد من روايات مرور الرسول عليه السلام، فإنه لم يرد عنه عليه السلام أنه نسبها لقوم صالح أو ثمود بل جاء في الحديث (هؤلاء المعذبون)، وبالتالي قد يكون هناك قوم آخرون غير قوم صالح، أو قد يكون مروره بمنطقة أخرى غير التي نعرفها اليوم؟! فهذه القصور المنحوتة بحسب الدراسات الأثرية الحديثة هي مقابر نبطية، وبعضها غير مكتمل النحت، وتاريخ أقدمها محفور عليها كتابة تعود لـ2100 سنة، أي قبل ميلاد عيسى عليه السلام بـ100 سنة، فإن كانت هذه الواجهات تعود فعلا للثموديين المعذبين فيفترض أن يكون عمرها يقارب أربعة آلاف سنة، لأن نبي الله صالح عليه السلام كما في قصص الأنبياء لابن كثير بُعث بعد نوح وقبل موسى وقد يكون قبل إبراهيم أبو الأنبياء عليهم السلام، وهذا يتنافى مع عمرها 2100 سنة، خاصة أن خصائص الحضارة النبطية والأدلة الأثرية المجمع عليها، تقول إنها نبطية، وبالتالي قد تكون بيوت الثموديين المعذبين المنحوتة في الجبال في مناطق أخرى.