فوجيء المشاهدون لعدد من الأفلام التي عرضت أخيراً في دور السينما بتسلل الإعلانات التجارية إلى الأفلام وهي الظاهرة التي كثيرا ما تستفز المشاهد العربي عند متابعة المسلسلات التلفزيونية. فقد فوجئ المشاهدون خلال عرض فيلم سمير وشهير وبهير، الذي يعرض في السينمات المصرية بإعلان صريح لأحد المشروبات الغازية، داخل أحداث الفيلم. وقد تكرر نفس الشيء عند عرض فيلم عسل أسود لأحمد حلمي والذي أصيب جمهوره بالصدمة بعدما قطعت الإعلانات تركيزه وأجبرته على الالتفات لإعلانات المياه المعدنية والغازية و المحمول والجريدة المستقلة وغيرها. وقد كان فيلم السلم والتعبان للمخرج طارق العريان يمثل النموذج الصارخ لسطوة الإعلان على خلفية الكادر السينمائي حتى إن البعض أطلق عليه السلم والإعلان.
فما هو السبب وراء ظاهرة انتشار الاعلانات داخل أحداث الفيلم؟ هل هي الأزمة المالية التي تجعل صناع الأفلام يبحثون عن موارد بديلة لتمويل أفلامهم، وهل يحق لصناع الفيلم تفصيل سيناريو يتناسب ويتوافق مع شروط الإعلان؟
يدافع السيناريست هشام ماجد عن فيلمه، سمير وشهير وبهير مؤكدا أن الإعلانات بالفيلم لم تؤثر عليه سلبا، ولم يتم تغيير الأحداث لتتوافق مع شروط الإعلان، مشيرا إلي أن أحداث الفيلم تدور في فترة السبعينيات، ولم يكن موجودا بالأسواق سوى هذا المشروب الغازي، وكان المقصود بالمشهد توضيح الفوارق الهائلة بين هذا العصر وبين الفترة الحالية. كذلك أكد السيناريست خالد دياب، أنه لم يعدل في السيناريو لصالح الإعلانات مشيرا لأهمية البحث عن مصادر مشروعة للتمويل في ظل ما تعانيه صناعة السينما من كساد وأزمات. وأوضح المخرج محمد أبو سيف أنه لا يعترض من حيث المبدأ علي وجود الإعلانات في العمل الفني، ولكن مع مراعاة عددها وأماكن تواجدها.
أما الناقد فوزي سليمان فيؤكد أن اقتحام الإعلانات للأفلام ليس ظاهرة مستحدثه، ولكنها موجودة منذ أفلام الأبيض والأسود كما أنها ليست موجودة في السينما المصرية فقط ولكنها ظاهرة عالمية، إلا أن انتقال الإعلان من خلفية الكادر لنسيج السيناريو سيؤثرعلي الفيلم بشكل كبير لأنه سيؤثر على اندماج المتلقي في الفيلم ومتابعة الأحداث والتواصل مع التدفق الشعوري لها.