يقول الكثير من الأطباء إن لمعظم الأدوية آثارا جانبية تؤثر سلبا على الجسم سواء على الأمد الطويل أو القصير، فهي علاج لمرض وقد تكون مسببة لمرض آخر. وحيث إن الروايات المتواترة عن مناضلي الفنادق الفارهة من مختلف الأمصار العربية ، تؤكد أن الدواء الأساسي لعلل الأمة هوالثورات المباركة، فإنهم يتجاوزون عن أي أثر جانبي تحدثه الثورة ولا يقتربون من الحديث عنه. ومع أن الأثر الجانبي سلبي التأثير على الجسم المصاب غالبا، إلا أن من تلك الآثار ما يجعلك تتشبع ضحكا وتمد رجليك على طريقة أبي حنيفة النعمان رحمه الله. ومن النماذج المضحكة/ المبكية في إطار هذه الآثار الجانبية، ما يمكن وصفه بـالعمى التلفزيوني الذي أصاب عددا من ضيوف قناة العالم الإيرانية الذين تستضيفهم من استوديوهاتها في العاصمة السورية دمشق، حيث تسمع أحدهم يهدر ويزأر من أجل الثوار في اليمن والبحرين ويندب حظهم العاثر لأن الجغرافيا والتاريخ أوقعتهم جيرانا للسعودية التي لا تحب الثوار حسب قوله. وفي الوقت نفسه لا يجرؤ أحدهم أن يطل برأسه على أحد الشوارع الدمشقية التي تستضيف الأستوديو الفخم، أو أن يسمح لنسمة هواء أن تدخل، لأنه يعرف أن أصوات المظاهرات التي تعم سوريا ضد الحكم وضد عرابته إيران، ستفضحه على الهواء... وتسأله لماذا تتباكى على اليمن وليبيا والبحرين والدماء تسيل إلى جوار قدميك؟ ألست الثوري المحب للثوار؟. فماذا يفعل هؤلاء بجوارك.. هل تراهم يلعبون غميمة؟ الحقيقة الظاهرة للمشاهد البسيط أن هؤلاء تحولوا إلى مرتزقة لا يستحون، كل همهم هو الاسترزاق من جيوب الإيرانيين الذين حولوهم إلى دمى تتكلم بما تشحن به. فالشيء المطمئن لهؤلاء أنهم واثقون أن المذيع الذي يحاورهم من طهران بـلكنة عربية، لن يسألهم عن رأيهم فيما يحدث في دمشق أو حمص أو حماة، أو حتى في الشارع الذي لا يفصلهم عنه سوى أمتار قليلة. فهم يعرفون أن السؤال المكتوب على جميع طاولات غرف أخبار العالم والملزم للمذيعين والمذيعات قراءته وكأنه توقيع حضور وانصراف في كل نشرة أخبار هو: وماذا عن الدور السعودي في إجهاض ثورات نيكاراجوا والصين وتنزانيا وكمبوديا وجزر الواق واق؟