شهد المؤتمر الوطني الثاني للتعاملات الإلكترونية الحكومية أمس انتقادات حادة لأداء شركات قطاع تقنية المعلومات العالمية والمحلية، إذ أكد متحدثون أن الشركات العالمية لم تنقل تجاربها للمملكة من خلال التدريب ونقل الخبرات كما هو مأمول.
وأشاروا إلى أن الشركات العالمية أكتفت بتنفيذ العقود المبرمة ومن ثم إنهاء علاقتها بالمشروعات التي حضروا من أجلها في قطاع تقنية المعلومات.
جاء ذلك في الوقت الذي غاب فيه محافظ هيئة الاستثمار عمرو الدباغ عن الجلسة الثانية أمس، ليأتي نيابة عنه وكيل محافظ الهيئة لشؤون الاستثمار الدكتور عواد العواد للمشاركة في المؤتمر من خلال الجلسة الثانية التي حملت عنوان النجاح من خلال التعاون الفعال.
وأمام هذه الانتقادات أبدى متحدثون ثقتهم في إمكانية تجاوز التحديات والصعوبات التي قد تواجه مشروع التعاملات الإلكترونية الحكومية، متمنين أن يكون هنالك مزيد من التحفيز والتشجيع لمثل هذا المشروع الهام.
ودعا مدير عام مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية الأمير الدكتور بندر المشاري آل سعود إلى ضرورة تشجيع وتحفيز القطاعات الحكومية على قضية التكامل، لتبادل البيانات بطريقة آمنة وتضمن الخصوصية.
وذكر الأمير بندر خلال مشاركته في الجلسة الثانية أمس أنه من الأشياء التي تدعم تسريع الحكومة الإلكترونية منع تعدد مراكز المعلومات داخل القطاع أو الوزارة، مشددا على أهمية تشجيع القطاعات والوزارات فيما بينها بأهمية مشروع الحكومة الإلكترونية.
وأنتقد حضور الشركات العالمية للمملكة في قطاع تقنية المعلومات لتنفيذ المشروعات دون أن ينقلوا خبراتهم وتجاربهم كما هو مأمول، مطالبا بأهمية أن يكون هنالك تحفيز لهذه الشركات لتساهم في عملية تدريب الكوادر ونقل الخبرات والتجارب.
من جهة أخرى قال المدير العام لبرنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية يسر المهندس علي آل صمع: إن المشروع واجه خلال السنوات الماضية العديد من الصعوبات والتحديات التي استطعنا التغلب عليها.
وبيّن أن أبرز التحديات: محدودية المرونة المالية والإدارية، التي تسببت في تأخير تنفيذ المشروع، إضافة إلى نقص الكوادر البشرية، وضعف مستوى خدمات شركات قطاع تقنية المعلومات في المملكة.
وأضاف: لا بد من التصدي للتحديات كما يجب التغلب عليها، ومواجهتها للسير قدما، مشيراً إلى أن العمل سار على تطوير وتعزيز البنية التحتية وزيادة عدد الخدمات الإلكترونية من خلال أكبر قدر ممكن من القطاعات المختلفة.
إلى ذلك أكد وكيل محافظ هيئة الاستثمار لشؤون الاستثمار الدكتور عواد العواد أن الهيئة كانت قد أطلقت برنامج 10 X 10 للتنافسية، لإزالة المعوقات التي تواجه المستثمرين في ذلك الوقت.
وأوضح أن الرؤية التي تسير عليها الهيئة هي تحقيق نمو اقتصادي قوي وسريع من خلال استثمار عناصر القوة التي تتميز بها المملكة.
يذكر أن المؤتمر الوطني للتعاملات الإلكترونية الحكومية يقدم خلاصة التجارب الرائدة في مجال التعاملات الإلكترونية الحكومية ويسلط الضوء على ما تضمنته هذه التجارب المختلفة من دروس تعمل على إثراء التجربة الكلية للتعاملات الإلكترونية الحكومية في المملكة، كما يأتي متجاوبا مع تطلعات القيادة الرشيدة الرامية إلى مواكبة النهضة الإلكترونية والتطور العلمي التقني في تحويل الإجراءات الحكومية من ورقية إلى إلكترونية.
ويسعى المؤتمر إلى توفير بيئة تعاون مثمرة لدعم الشراكة الفعلية بين القطاعين العام والخاص لتطبيق التعاملات الإلكترونية الحكومية وتبادل الخبرات والمعرفة التقنية ونقلها إلى المملكة من خلال تظاهرة إلكترونية حكومية لرفع الوعي باستخدام التعاملات الإلكترونية الحكومية وتعريف المواطن والمقيم وقطاع الأعمال بالخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية وأثرها في تسهيل إنجاز المعاملات اليومية التي يحتاجها كل فرد.