كقول الأخبار (لست متأكداً) إن معالي وزير المياه سيزور عسير في بحر هذا الأسبوع وبالطبع سيأخذون معالي الوزير إلى المكاتب المكيفة
1) كقول الأخبار (لست متأكداً) إن معالي وزير المياه سيزور عسير في بحر هذا الأسبوع وبالطبع سيأخذون معالي الوزير إلى المكاتب المكيفة في ظل أزمتنا المائية الخانقة بدلاً من أن يصطحبوه إلى طوابيرنا الطويلة على صنبور الماء ونحن لم نبدأ موسم الصيف بعد. وبالطبع، أيضاً، نعذر صاحب المعالي، الذي ألغى دون تبرير مشروعاً معتمداً لمرحلة جديدة من تحلية المياه كنا سنشرب منه بنهايات عام 2016 لأن الخطط الإستراتيجية التي لا أفهمها ولا يستوعبها العوام من شاكلتي لا يفهمها ولا يستوعبها إلا أصحاب السعادة، وهنا الفارق الجوهري العقلي ما بين العوام والنخبة. أما لماذا سنبقى ـ عواماً ـ فلأن عقولنا مشغولة بمواجهة الأزمات. كيف يمكن لمثلي أن يكون ـ نخبوياً ـ وأنا المشغول لأيام بمراقبة ـ دوري ـ في طابور الماء؟ كيف أتفرغ لقراءة غوستان لوبون إذا كان أكبر همومي قراءة مؤشر الخزان في حوش المنزل؟ كيف أفهم هذه الخطط الإستراتيجية إذا كان معالي الوزير يتحدث عن حلوله الخاصة لصيف عام 2016 وأنا الغريق في أزمتي لصيف 2011؟
2) يقول مدير عام الشؤون الصحية بحدود شمالنا العزيز إن من حق المواطن في الشمال أن يذهب للعلاج في الأردن الشقيق. وأنا هنا لن أناقش المحتوى قدر نقاشي للبناء اللغوي في تصريحات سعادة المدير العام. أنا أشكره من الأعماق، لأنه أوضح بجلاء لا لبس فيه ولا غموض أن أبسط حقوق ابن الوطن في الشمال أن يذهب للعلاج في الأردن. هو بهذا التصريح المتسامح الواضح الصريح يرفع عن المواطن في الشمال حرجاً هائلاً حين أصبح له ـ الحق ـ أن يذهب للأردن من أجل العلاج. ومن قبل كان المواطن في شمالنا الغالي يدخل عيادات الأردن ومستشفياته متخفياً ـ متلطماً ـ وفي أحيان كثيرة تحت اسم مستعار. كان المواطن قبل تصريح سعادة المدير العام لصحة أبناء الشمال، يعبر الحدود السعودية الأردنية ويتظاهر بالبسمة والصحة كي لا يكتشف رجال الجوازات أنه ذاهب للأردن من أجل العلاج. كان المواطن يتحايل على القوانين وكان بعضهم يموت خلسة حتى لا يكتشف سعادة المدير العام أنه ذهب للأردن من أجل العلاج. سؤالي: لماذا لا ينقل سعادة مدير عام الشؤون الصحية بالحدود الشمالية مكاتبه إلى نقطة ما بين الجوازات والجمارك على الحدود طالما أنه يعرف أن المواطن صار له الحق أن يذهب للأردن من أجل العلاج؟ لماذا لا تتحول إدارته إلى إدارة شؤون الزكام.