مع ظهور التقنيات الجديدة في السنوات الأخيرة انتشرت طريقة جديدة في الكتابة تمزج بين العربية واللاتينية

مع ظهور التقنيات الجديدة في السنوات الأخيرة انتشرت طريقة جديدة في الكتابة تمزج بين العربية واللاتينية، اخترع فيها الجيل الشاب حروفا بديلة للحروف العربية وصار يكتب رسائله بلغته التي تصعب على كثير من أبناء الجيل الذي سبقه، فصار كثير منه يعاني في فك طلاسم بعض الرسائل التي تصل إلى هاتفه المحمول وأحيانا يجدها في بريده الإلكتروني أو بعض ما يكتب على الفيس بوك...
حقيقة لا أدري سبب الاتجاه لهذا النوع من الكتابة، فالتعبير بلغتنا يبقى أجمل وأسهل، وشتان ما بين من يكتب بلغته الأم وبين من يكتب بلغة هجينة مركبة بطريقة قسرية لإيجاد بديل لكل حرف عربي.
هذه الظاهرة تستحق الدرس بعناية لاكتشاف السر الذي قاد الشباب لتلك الاختراعات بحيث تحولت الحروف التي لم يجدوا مرادفا لفظيا لها في اللاتينية إلى أشكال رقمية. فحرف العين العربي تحول إلى الرقم ثلاثة المستخدم باللاتينية، والرقم سبعة هو حرف الحاء، وصار الرقم تسعة مكان الصاد وهكذا..
لأستاذ اللغويات المساعد بكلية الآداب بجامعة الكويت الدكتور سعد بن طفلة العجمي دراسة متميزة بهذا الخصوص، ألقى من خلالها الضوء على ما أسماه بـالعربتيني، مرجحا أن هذه الطريقة في الكتابة بدأت تأخذ شكل الظاهرة مع بدايات هذا القرن، وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاتصال عبر الهواتف الجوالة وعبر غرف ومواقع الدردشة chatting على شبكة الإنترنت.
ولم يستبعد الدارس انتشار الظاهرة في أماكن أخرى غير الرسائل والدردشة. ولاحظ أن أكثر من يستخدمون هذه الطريقة في الكتابة هم المنتمون إلى ما يطلق عليه اسم جيل الإنترنت، ومعظمهم بحسب العجمي من مواليد ثمانينات القرن العشرين، وليسوا بالضرورة ممن تعلموا في مدارس أجنبية، كما أنهم ليسوا من طبقة واحدة وليسوا من منطقة جغرافية واحدة. فالراصد للعربتيني يشاهدها في الخليج شرقا مرورا بالشام ومصر وحتى دول المغرب العربي. لا بل إن لغة التراسل الهاتفي والدردشة بدأت تفرض أنماطها على لغات العالم كله دون استثناء، بما في ذلك الإنجليزية والصينية واليابانية والفرنسية وغيرها.
إذن، في زمن العولمة وانفتاح الحضارات على بعضها امتدت هذه اللغة الهجينة - التي تكتب فيها المفردات العربية أو اليابانية وربما الأوردية بحروف لاتينية - إلى مختلف الجهات، لتصبح جزءا من القرية الكونية التي لم يعد بمقدور أحد أن يعيش خارجها. وبرغم ذك يبقى للكتابة باللغة العربية مذاق خاص لدى من يعرفون جمالياتها بعيدا عن اختراعات نخشى أن الذين ابتكروها يعتبرون من لا يتعاملون بها خارج الزمن لعدم إلمامهم بها.