بدأت تهدئة هشة في لبنان بين الأطراف السياسية إثر تدخلات إقليمية عربية واتصالات على مستويات عدة كان آخرها اتصال الرئيس السوري بشار الأسد برئيس الحكومة سعد الحريري مساء أول من أمس. كما تم تبادل رسائل بين حزب الله وتيار المستقبل مفادها أن التهدئة مطلوبة ولكن أي خرق لها سوف يقابل برد من نفس المستوى. ويواصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتعاون مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط مساعيهما الحثيثة توصلا إلى عقد لقاء بين رئيس الحكومة والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وسط معلومات من أكثر من طرف عن صعوبة تحقيق مثل هذا اللقاء حاليا نظرا إلى أن الهوة بين الطرفين كبيرة وتحتاج إلى جهد محلي واسع وتدخلات غير لبنانية.
وفي السياق نفسه استبعد النائب في كتلة نواب تيار المستقبل محمد قباني حصول مثل هذا اللقاء في الظروف الراهنة. مؤكدا رفض الحريري لأية شروط خصوصا إعلان وفاة 14 آذار. وأعلن القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش أن المسألة الأساسية هي أنه لا يمكن اعتبارنا خرسا، فالسكوت لم يعد يفيد، لأن الطرف الآخر يعتبر سكوتنا أنه نوع من القبول بما يقوله. مضيفا: سيكون هناك رد على أي تهجم على تيار المستقبل.
ورأى عضو تكتل لبنان أولا النائب أحمد فتفت أن التهدئة مرتبطة بقرار سياسي يتخذه الطرف الآخر لأن ما أشعل الأمور على الصعيد السياسي هي المواقف المتطرفة تجاه مؤسسات الدولة وتجاه المحكمة ذات الطابع الدولي. لافتا الى أن الأمر يتعلق بالتحليل السياسي للجانب الآخر، وسبب التهدئة معروف وهو المظلة العربية والقمة الثلاثية التي ما زالت مفاعيلها سائدة في البلد.
إلى ذلك استقبل الحريري ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز الذي أكد بعد اللقاء أن الحوار هو الوسيلة لمقاربة أي قضية حساسة في لبنان أو أي بلد. مشيرا إلى أن على كل اللبنانيين أن يحموا مؤسسات الدولة التي هي ركن أساسي للاستقرار. وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كان مهتما بما يحصل في لبنان خصوصا في انعكاسه على القرار 1701.