أدى التطور التكنولوجي السريع إلى إنتاج كميات كبيرة من الأجهزة الإلكترونية والكهربائية بشكل يومي، ومع مرور الزمن تتحول تلك الخامات إلى نفايات تضر بالبيئة والصحة العامة. وفي ظل هذا الواقع، تغفل مؤسسات أهلية وحكومية كثيرة عن أهمية إعادة فرز وتدوير النفايات الإلكترونية والكهربائية. وفي ظل غياب آلية محددة لمعرفة المخاطر التي تحيط بالمجتمع والفرد من تلك الأضرار، أوضح مستشار الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بمنطقة مكة المكرمة البروفيسور فهد تركستاني أن أهمية تدوير النفايات الإلكترونية لا يجب أن يقتصر على الجهد الفردي بل يجب أن تشارك فيه كافة الشركات المصنعة للإلكترونيات.
وبين أن النفايات الإلكترونية هي كل ما تم الاستغناء عنه من هواتف محمولة وأجهزة كمبيوتر وتلفزيونات وأي إلكترونيات دقيقة تحتوي على لوحات معدنية.
وينتج العالم ما يقارب 40 مليون طن سنويا من النفايات الإلكترونية.
ويقول البروفيسور تركستاني: تكمن خطورة تلك الأجهزة التي غالبا ما يكون مصيرها سلة المهملات في تحللها سواء كانت ملقاة على سطح الأرض أو في باطنها في اللوحة الإلكترونية التي تحتوي على أشعة ومادة بلاستيكية قد تتحلل وتتفاعل مع أشعة الشمس وربما يحتاج هذا التحلل لأكثر من ثلاثين عاما، وبالتالي تؤثر هذه المواد على طبقة الأوزون.
ويضيف تركستاني: أن الاختصاصيين يطلقون عليها مسمى آخر النفايات ذات التأثير الخفي نظرا لأنها تؤثر على البيئة من دون رائحة، وخطورتها العظمى تكمن في تحلل الرصاص بعد تلف الأجهزة التي يلقيها الناس يوميا بشكل خاطئ. مؤكدا أن الرصاص أشدها ضررا على الأجيال القادمة ويأتي تأثيره على الدم وانخفاض نسبة ذكاء الأطفال.
ويرى مستشار الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن خطر رمي أو طمس النفايات الإلكترونية في باطن الأرض لا يقتصر على الإنسان وحده بل يتعداه إلى البيئة بكل مكوناتها من حيوان ونبات وطيور وهواء. ووفق الإحصائيات الأوروبية الأخيرة فإن النفايات الإلكترونية في ازدياد وستبلغ عام 2011 ما يقارب 139 طنا للأجهزة الخلوية و1515 طنا لأجهزة الكمبيوتر و2634 لأجهزة التلفاز و10474 طنا للثلاجات و7179 طنا للغسالات.
ونوه البروفيسور تركستاني إلى أهمية إعداد خطط وبرامج استراتيجية لتحسين الواقع البيئي لمعالجة هذه الاختلالات البيئية في المملكة.
وفي ذات السياق يرى خبير تقنية المعلومات بدبي الدكتور معتز كوكش أن الحديث عن ضرر ونوعية المواد السامة يطول والضرر الأوسع أن الدول الغنية تعتمد على تصدير هذه الأجهزة البالية إلى الدول الفقيرة أو دول العالم الثالث وبثمن بخس لتقع في أيدي عمال العالم الثالث والذين يبدؤون في تصنيعها غافلين عن الأضرار المحدقة بصحتهم، وبحسب آخر إحصائية، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعد أكبر مستهلك للإلكترونيات في العالم، كما أن أكثر من 600 مليون جهاز حاسوب أصبحت بالية منذ عام 2000 ـ 2010.
ويؤدي دفن تلك النفايات في باطن الأرض إلى تلوث الهواء والمياه الجوفية وتكون الأمطار الحمضية الملوثة للمياه والتربة، ويتفق الخبيران تركستاني وكوكش على أن من أفضل الوسائل لتقليل خطر النفايات الإلكترونية هو إعادة تدويرها ومحاولة الاستفادة منها مجددا وإرفاق كتالوج خاص بالتشغيل يحذر من خطورة إلقاء القطع الإلكترونية في القمامة. مشددين على أهمية إنشاء مصانع تكون مهمتها تدوير النفايات والاستفادة منها على أن يتم دعم هذه الشركات من قطاعات الدولة الأهلية والحكومية.