مشهد ( 1 ) تدلف إلى مكتب القضاء ، تحمل أوراقها ، وهمومها سيدة سعودية أم في العقد الخامس لديها قضية حضانة ، كلها أمل في عدل من بيده الأمر، بكل ثقة تنتظر حتى تسمع الكاتب يناديها للدخول بعد انتظار دام لساعتين، تدخل ولم يحضر خصمها ، فهو رجل ولابد من إخطاره ( ببطاقة دعوة مزركشة ) بصفة رسمية. في الجلسة الثالثة يسألها القاضي : أين خصمك؟ تقول أبلغناه لكنه لا يريد ابلغوه عن طريق جهة عمله. يطلب القاضي منها إثبات هويتها ، وشهادة ميلاد الطفلة. تعطيه، ينظر إليها ، ثم يعيدها ، ويقول هاتي صورة من شهادة الميلاد ، وصورة صك حكم الزيارة السابق ، ولابد من حضور من يعرف بك. تقف مندهشة، كيف معرف وهذا القاضي قد حكم قبل 3 سنوات بالزيارة ، ويعرف الخصمين ، ويعرفها جيدا ولديه صك من حكم سابق. تنظر إليه وتقول أنت تعرفني فيقول لا ، لا أعرفك، لابد من معرف . تقول لدي بطاقة أحوال. يرفض. تقول هل أحضر خطابا من الشرطة بمطابقة الهوية مع الأخوات العاملات في الاستقبال؟ يصرخ بنبرة حادة: لا معرف رجل.رجل! الناس في أعمالها ، وليس لدي من يعرف، وكيف يطابق الرجل هويتي ؟ هل آتي بشاهد زور؟ أم أدفع رشوة ؟ أسئلة كثيرة في رأسي. تنظر إلى القاضي وتقول: وماذا عن عملي أنا موظفة؟ فهل أحضر تعريفا؟ ثم يصرخ: أحضري معرفا رجلا ، وعودي ، ومعك صور من الأوراق المطلوبة أما غيره فلا . تبكي بصوت خافت . حالة يرثى لها، كيف ذلك! مواطنة في بلدها تحمل هوية مواطنة ، وشهادة ميلاد أبنائها ، وصكا صادرا من نفس القاضي يعرفها به شخصيا ً ، وموظفة في الدولة ، ويرفض كل ذلك ويطلب معرفا رجلا.
مشهد ( 2 ) من المسؤول؟
سيدة في الخمسين من عمرها وخلفها أربع فتيات في عمر الزهور، تبكي بصوت خافت وتلهج لله بالدعاء وتحتسب الأجر عنده ، وتدعو على من ظلمها. تستوقفها النساء : ماذا بك ؟ تتكلم بحرقة قائلة تزوج زوجي بأخرى ، ونشب خلاف بيننا فضربني ، وطردني مع بناتي في نصف الليل لإرضاء زوجته الجديدة. طردني في منتصف الليل خرجت مع بناتي ونمت عند الجيران ثم حضر أخي في الصباح التالي لأخذي إلى مدينة الرياض حيث يسكن. حضرت إلى المحكمة لطلب الطلاق وحضانة بناتي.