موسى لإسرائيل: سياسة 'هل من مزيد' انتهت ومصداقية المجتمع الدولي على المحك
أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن واشنطن مصممة على التوصل إلى اتفاق سلام لإقامة دولة فلسطينية، إلا أن الفلسطينيين تحدثوا عن خلافات حادة في المفاوضات مع إسرائيل. وقالت كلينتون في رام الله حيث التقت الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس: نحن والرئيس باراك أوباما مصممون على تحقيق اتفاق سلام من خلال المفاوضات المباشرة لكي تحقق طموحات الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة.
من جهته صرح الرئيس الفلسطيني بأن الوقت صعب والظروف صعبة والإدارة الأمريكية معنية بالوصول إلى السلام الذي لا بديل عنه من خلال المفاوضات، لذلك لا مجال أمامنا إلا أن تستمر الجهود في هذه الظروف.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة: إن عباس وكلينتون بحثا في تفاصيل الجولات التفاوضية التي جرت في شرم الشيخ والقدس الغربية خلال الأيام الماضية. وأضاف: جرى بحث معمق وجاد لما تضمنته تلك النقاشات وضرورة العمل المكثف خلال الفترة القادمة لدفع العملية السياسية إلى الأمام. وأضاف أبوردينة: عباس وكلينتون اتفقا على متابعة اللقاءات الأسبوع المقبل خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وكشف مسؤول فلسطيني كبير أن اللقاء بين نتنياهو وعباس في القدس أول من أمس شهد خلافات عميقة حول قضيتي الاستيطان والحدود وأنه لم يحدث أي تقدم. وأكد المسؤول أن نتنياهو ما زال متعنتا في مواقفه بخصوص الاستيطان وأبلغ الرئيس عباس أنه ليس باستطاعته تجميد البناء وأنه سيواصل البناء بعد انتهاء فترة التجميد.
وأكد المصدر أن هوة الخلافات ما زالت عميقة رغم محاولة تدخل كلينتون والمبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشيل. وكرر الرئيس عباس تهديده بوقف المفاوضات مع إسرائيل إذا استمر الاستيطان اليهودي، بحسب المسؤول الفلسطيني. وأبدى ميتشيل تفاؤلا بتوصل الطرفين إلى اتفاق خلال عام. وقال: نعم ولو لم أكن اعتقد ذلك لما قمت بما أقوم به، منوها مجددا إلى عدم إمكانية خوضه في التفاصيل لرغبة الزعيمين بأن تكون المفاوضات الجارية سرية.
وفي القاهرة قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى: إن التطورات التي ستنتج خلال الأسابيع المقبلة المتعلقة بالاستيطان ومواقف القادة الإسرائيليين منه ستكون حاسمة لمسار المفاوضات المباشرة، فيما طالب العرب بعدم ترك فلسطين لمصيرها.
وأضاف موسى أمام اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب أمس: سيكون هناك موقف عربي من هذا الموضوع، إما إيجابي للإيجابي، أو سلبي للسلبي، مطالبا بضرورة منح المفاوضات فرصة إضافية. وأوضح الموقف الرصين يقتضي إعطاء المفاوضات المباشرة فرصتها، رغم المخاوف والشكوك التي تحيط بها نتيجة للموقف الإسرائيلي. وتابع الأمين العام: القضية الفلسطينية قضيتنا جميعا، والتضامن حولها سيكون له دوره الفاعل، محذرا من أن سياسة هل من مزيد؟ قد انتهت ولن تجدي وأن مصداقية المجتمع الدولي أصبحت على محك خطر.