الفتيات ينافسن الشباب في شراء المفرقعات واستخدامها في العيد
تنافس بعض الفتيات الشباب في شراء المفرقعات في العيد واستخدامها للحصول على بهجة زائفة، ورغم أن مثل هذه المفرقعات قد تضفي جوا من المرح الوقتي عليهن، إلا أن أخطارها قد تكون مدمرة، وللفتيات طرقهن الخاصة في الحصول على مثل هذه المفرقعات، بمسميات وأسماء حركية عند البيع والشراء، ولا يهمهن نظرات الاستغراب أو ما يقال عنهن، ولا ما يعتقده البعض عنهن، المهم لديهن ألا تضيع فرحة العيد دون أن يحتفلن أيضا بطريقتهن وأسلوبهن الخاص. وهذا الأمر ليس مقتصرا على صغيرات السن، بل وحتى الفتيات في سن العشرين والثلاثين يحرصن على شراء المفرقعات بأشكالها وأنواعها واستخدامها، ولهن طقوسهن في الاحتفال بالعيد، ويحرص البعض منهن على شراء الأنواع البناتية التي لا تؤذيهن والتي تحمل أسماء ذات مدلولات معينة منها نجوم الليل والثوم والفراشة، بينما لا يبالي البعض الآخر بخطورة الأنواع الأخرى.
الوطن التقت أم زهور (طالبة بالمستوى الثالث بالجامعة قسم كيمياء) حيث ذكرت أنها تحرص أشد الحرص على شراء المفرقعات مثلها مثل الشباب، معللة ذلك بأن فرحة العيد ليست حكرا على الشباب والأولاد فقط.
وبينت أنهن فتيات، ومن حقهن أن يفرحن، وأن يعشن فرحة العيد كيفما كانت، مشيرة إلى أنها أصبح لديها خبرة كبيرة في كيفية الحصول على المفرقعات، وكذلك الوقت الذي تحصل عليه، مضيفة أنها ومنذ العشر الآواخر من رمضان تبدأ في البحث عن البائعين لها، وتبحث عمن يطلب سعرا أقل، كذلك تفضل المفرقعات التي تتميز بأشكال جديدة وجميلة.
وأشارت إلى أنها وقريباتها يحرصن على تنويع المفرقعات في أشكالها وأحجامها وقالت إن عددهن يصل إلى ما يقارب 30 فتاة أعمارهن متفاوتة كل منهن تأتي بكمية من المفرقعات، وليس شرطا أن تكون من الأنواع الغالية، فقد تكون مفرقعات بسيطة، مشيرة إلى أن خبرتها في هذا المجال والشراء جعلت لها قدرة على تمييز الجيد من الرديء في السوق.
وأشارت سلوى صالح إلى أنهن يحرصن على توفير وشراء المفرقعات قبل العيد بوقت كاف، حتى لا يتعرضن للاستغلال المادي أيام العيد من قبل بعض البائعين.
تقول في عائلتي عدد كبير من الفتيات صغيرات السن، لذلك نحرص على أن يكون لهن مفرقعات خاصة بهن لا تؤذيهن، ولا تسبب لهن أي جرح، وتسمى عند البائعين مفرقعات بناتية، مشيرة إلى أنهن يقمن بشراء كميات كبيرة منها لتكون لصغيرات السن من البنات أو الأولاد، ولكنها معروفة باسمها في السوق مفرقعات بناتية.
وأشارت سلوى إلى أنها وبنات عمها وخالها يقمن بالاتفاق مع أحد أشقائهن وإعطائه قائمة بمسميات المفرقعات اللاتي يردن الحصول عليها، وبينت أنهن لا يفكرن في السعر الذي قد تصل إليه هذه المفرقعات، طالما أنهن من يدفعن، مشيرة إلى أن بعض الفتيات في العائلة يحاولن الادخار قدر الإمكان للحصول على كمية أكبر من المفرقعات في العيد.
وبينت عهود أحمد أنهن يقمن بإشعال المفرقعات بأنفسهن، ولا يتدخل أي شاب من العائلة في البرنامج الذي يقمن بإعداده عند شراء وإشعال المفرقعات، وخاصة أنهن يكن متواجدات في استراحة كبيرة مقسمة إلى قسمين، قسم للرجال وقسم للنساء.
تقول عند إشعال المفرقعات نحدد وقتا معينا ونفرض نظاما صارما على السيدات والفتيات المتواجدات، وخاصة على صغيرات السن، فنبدأ في إشعال تلك المفرقعات على فترتين، فترة ما بعد صلاة العشاء، والأخرى تكون بعد منتصف الليل، مشيرة إلى أنهن يقمن بالبيع أحيانا لشباب العائلة، وخاصة إذا لم يكن لدى الشباب نوع معين من تلك المفرقعات، أو يتم التبادل فيما بينهم في الأنواع والأشكال. وأضافت عهود أن الفترات المحددة لإشعال المفرقعات محددة من قبل أحد شباب العائلة، حتى لا يتعارض وقت إشعالها لديهن مع الإشعال عند الشباب، وإذا نفدت الكمية فإننا نطلب من أحد شباب العائلة أن يقوم بالاتصال على من يعرف من بائعي المفرقعات، بحيث يوفر لنا الكميات المطلوبة، والأشكال المرغوبة، مشيرة إلى أنهن في العام الماضي دفعن ما يقارب 3000 ريال قيمة مفرقعات العيد. وحذر مدير إدارة الدفاع المدني بالطائف العميد محمد رافع الشهري من خطورة المفرقعات بأشكالها وأنواعها المختلفة، وخاصة على صغار السن والأطفال، الذين لا يدركون مدى خطورتها.
وبين الشهري أن جميع المفرقعات بدون استثناء يكون أغلبها رديئا، وليست له مواصفات ولا مقاييس معينة، مما يجعل الخطورة والضرر أكبر، وذكر أن إدارة الدفاع المدني تحرص كل الحرص على التحذير والتنويه من أخطار المفرقعات وأضرارها الجسيمة، وذلك في الأسابيع المتنوعة للدفاع المدني من خلال البروشورات والعروض المتنوعة. وأشار إلى أن الدفاع المدني بدأ مبكرا في ضبط المواقع التي تنتشر بها عملية بيع المفرقعات وملاحقة الباعة، وأنه تم توضيح التعليمات الصادرة من قبل وزارة الداخلية بخصوص هذا الشأن، إضافة إلى الغرامة المالية التي تفرض، والتوقيف الذي يتم بحق هؤلاء الباعة.
يقول للأسف هناك مواقع أخرى وسيارات متنقلة تقوم بالبيع، إضافة إلى جشع وطمع بعض التجار الذين يروجون لهذه المفرقعات، مشيرا إلى أنه ولله الحمد لم يكن بيع المفرقعات هذا العام كثيرا ومنتشرا، وقد تم الحد منه قدر الإمكان، مضيفا أنه لم تسجل هذا العام أي إصابات أو أي حرائق بسبب هذه المفرقعات في مدينة الطائف.