حذر لاعبيه من الركون للأحلام وطالبهم بالتحلي بشجاعة التعامل مع الواقع
جاء مدرب الفريق الكروي الأول بنادي الرائد، البرازيلي، لوتشيو نونيز حاملاً من موطنه بعداً تدريبياً جديداً في أولى محطاته التدريبية في منطقة الشرق الأوسط، تعتمد على إحداث تغييرات في العمق الداخلي للاعبي الرائد، في نظرية كروية تعتمد على أن التغيير يجب أن يكون من داخل اللاعبين وتحريك الحالة المعنوية وتغيير الصورة النمطية لديهم.
وينطلق لوتشيو من خلال الفلسفة التدريبية التي يحتضنها عقله وفكره في محاولة لإعادة تأسيس القوام الذهني والتفكيري للاعبين كونها ترسل إشارات فورية للحراك البدني الذي سيبذله اللاعبون في تدريباتهم وأثناء خوض مبارياتهم الكروية, وهنا يؤكد السلامة المنهجية لاختيارات رئيس النادي فهد المطوع لرأس الهرم التدريبي الذي استطاع بتضافر الجميع أن ينهي الجولة الرابعة من منافسات دوري زين في المرتبة الثالثة دون خسارة بعد أن جمع 10 نقاط كمرحلة قياسية لمدرب حديث عهد بالمنطقة.
وأوضح لوتشيو في حديث خص به الوطن، أن كرة القدم تعتمد على الثقافة النفسية, وقال من خلال تجربتي مع الفئات السنية لـ20 عاماً وجدت أن الكرة تمنح الجرأة والشخصية القوية للاعب حين تتاح له حرية التعبير عن موهبته وأن يستخرج كل طاقته الكروية ويفجرها دون قيود, كما أنها تعبر عن ثقافة شعب, فالبرازيليون يجمعون بين الجرأة في الملاعب والمهارة بعكس الأوروبيين الذين ينفذون خطط مدربيهم حرفياً, ولا يستطيع المدربون تمكين لاعبيهم من أن يخرجوا مواهبهم بصورة تلقائية، فالمدرسة الأوروبية تعتمد على تنفيذ الخطط بالدقة وتطبيق القانون منذ الصغر, بعكسنا نحن البرازيليين لا نهتم في الجوانب التكتيكية للصغار بقدر منحهم الحرية للكشف عن مواهبهم.
وأشار لوتشيو إلى أن المعوقات الجغرافية تلعب دوراً كبيراً في إحداث التطور الكروي أو بقائه بصورة جامدة, ودلل على كيف لعبت مسألة إزالة سور برلين الذي كان يفصل الألمانيتين دوراً في تقدم الكرة الألمانية، مستشهداً بالأعمال التي قام بها كلينسمان في رفع نفسيات اللاعبين الألمان وتطويرها.
وعما إن كان منح الحرية يعطي اللاعبين انفلاتاً وتمرداً كروياً في الميدان أثناء اللعب، قال التمرد قد يحدث لدى اللاعبين في جميع دول العالم، ويعود لأسباب تتعلق بالتنشئة منذ الصغر وفي التربية الأسرية.
وأضاف وتغير الجماعات ومجتمعات العمل لا يتم إلا عن طريق تغير ما بداخل الفرد كما هو لدينا في الإنجيل ولديكم في القرآن الكريم.
وتابع إذا كان هناك تغيير في داخل الفرد ولم يحقق ما بداخله من بناء مستقبل مالي وتحسين لدخله الأسري فعلى الأقل نكون قد أنتجنا عضواً صالحاً في مجتمعه, وإذا فشل اللاعب في إحداث التغيير داخل نفسه فإنه حتماً سيكون فاسداً في المجتمع. صحيح أن المال محبوب الجميع لكن الأجمل أن يبقى لك أثر كروي.
وحذر لوتشيو من خطر صناعة الأحلام في رؤوس اللاعبين وهي قضية أساسية في حياة النشء، وقال لابد أن نغير تلك الصناعة ونستبدلها بإدخال أن الوصول للنجومية وصناعة الشهرة لا يمران إلا بالتفوق, فعلى سبيل المثال كانت طموحات لاعبي الرائد أن يبقوا ضمن فرق الممتاز بغض النظر عن المركز الذي يحققونه, وهنا لابد أن يعيدوا صياغة تفكيرهم من جديد وأن يتخلوا عن صناعة الأحلام في أذهانهم, ومتى ما أحس اللاعبون بتغير تلك الأحلام وبدء التفكير بالتفوق فسيصلون لمراكز متقدمة جداً, وستحدث لحياتهم الكروية والاجتماعية أمور إيجابية لم يكونوا يتوقعونها يوماً من الأيام. وعلى لاعبي الرائد أن يتركوا تلك الأحلام التي ربما فقدوها يوماً من الأيام, وأن يأخذوا بالأسباب التي تصل بهم للحقائق وتحقيق مصادر التفوق وأن يبنوا جداراً صلباً ضد أحلامهم ويبحثوا عن أسباب التفوق.
وضرب لوتشيو مثالاً على نفسه، وقال لم أترك زوجتي وبلادي وأحضر لبريدة من أجل العمل, بل أتيت من أجل التفوق, وعلى اللاعبين أن ينظروا لهذا التفكير ويتحلوا بالشجاعة ويقبلوا التحدي لتسجيل التفوق.
وامتدح لوتشيو بعض لاعبي الرائد، وقال سرني تغيير نمط تفكير بعض اللاعبين من خلال المعسكر الإعدادي الذي أقيم بالبرازيل بعدما فهموا رسالتي, وعلينا أن نكون صرحاء مع أنفسنا وأن ندير ظهورنا لكل من يتحدث بغياب زملائه وأن نواجه أنفسنا بالنقد الصريح.
وأضاف كرة القدم ليست مادة رياضيات تعتمد على لغة الأرقام الصعبة حتى نحادث الآخرين خارج محيط الفريق لحلها.
وعما إذا كانت هذه المعادلات النفسية التي ينتهجها ستضع فريقـه على منصـات التتويـج، قال نحن نخطط للوصول إلى مراكز الوسط في الدوري كمرحلة أولية, وسنحاول التقدم بصورة تلقائية للمراكز المتقدمة بعد أن نطمئن على وضعية الفريق في الدوري, هدفنا الآن أن ننقذ الرائد من المراكز المتأخرة بعدما كان يصارع على البقاء في الموسمين الماضيين, ولابد أن يرفع مدرج الرائد الروح المعنوية للاعبين, ومتى تواصلت الجهود فإننا سنسير على خطــى نجاحــــــات الفــــــرق المتقدمــة في الكرة السعوديــة، وهذا يمـر بصـورة تدريجية ولــن يكون وليد السنة.
وعن فقدان لاعبي فريقه ميزة الضغط على حامل الكرة بصورة واضحة، قال لا يعود هذا لقلة مهارة اللاعبين، وإنما يرجع إلى الضغط الجماهيري الذين كانوا يعانون منه، وحين يحدث ذلك فلا يمكن لهم أن يفعلوا شيئاً في الميدان, هناك لاعبون كبار في البرازيل حين يعيشون تحت الضغط الجماهيري فإنهم يفتقدون لهذه الميزة أيضاً ويخسرون نتائــــج مبارياتهم، الكل يعترف بوجــــود مشكلات في كل فريق ولكن يكمن التحدي الأكبر في حلها.