تميل إلى السريالية وترى اللوحة حلماً وخيالاً
أكدت الفنانة التشكيلية، عضو لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي بجمعية الثقافة والفنون بالباحة، صيدة الزهراني أن حب منطقة الباحة وعشق الطبيعة والهدوء فيها هي مصدر إلهامها. وقالت الزهراني في حوار مع الوطن: إن أهم جماليات المنطقة تتمثل في تمسكها بالتراث الذي يعكس حضارة رائعة تنم عن أصالة أهلها. وأعتقد أنها مصدر إلهام كل فنانيها، فضلاً عن توافر الكثير من الخامات المتنوعة التي يستطيع الفنان من خلالها إنجاز الكثير من الأعمال الفنية.
وعن سر تكرار صورة المرأة في كثير من أعمالها قالت: أحب رسم الوجه لأنه المرآة التي تعكس جميع المشاعر والعواطف التي تخالجنا من حزن وفرح، وقلق وهدوء واستقرار، أو حتى الغموض، فهو أيضاً مصدر إلهام بالنسبة لي، وأحياناً أريد تجسيد هذه المشاعر في وجه الإنسان بطريقه سريالية لتصبح اللوحة قصه حلم وخيال، وغالبا تكون المرأة هي مصدر كل الأحاسيس القوية بحكم طبيعتها، ولذلك اخترتها لأنها أكثر تأثراً من غيرها.
وتعلل الزهراني حبها للاتجاه السريالي بأنها ترى فيه قوة تعبير وخيال صاخب وتقول: لا أميل إلى الواقعي الذي يشعرك بجمود اللوحة، وأنا لا أقلل من شأن هذا الاتجاه، فقد برع فيه فنانون كثر، استطاعوا أن يحاكوا الأشياء فبدت في اللوحة كما لو أنها أمامك حقيقة، ولكني أجد نفسي في السريالية.
وأكدت الزهراني أن تجربة قيامها بمهام الإشراف على عدد من البرامج النسائية في جمعية الثقافة والفنون أثناء عملها كمقررة للجنة النسائية كانت تجربة رائعة ومختلفة تماماً عن مجرد كونها فنانة تشارك في المعارض التي تقيمها جمعية الثقافة والفنون بالباحة فقط، وتقول هو اتجاه مختلف تماماً وإن كان لا يبتعد كثيراً عن الفن، ولكن أحسست بأن هذا العمل (أي الإشراف على عدد من البرامج النسائية) أخذ كل وقتي حتى من الفن، وكان الشيء الجميل في هذا العمل أن زاد احتكاكي بالفنانات الموهوبات في شتى الفنون، واستفدت من خبراتهم، وأيضاً من خلال هذه البرامج لامسنا المجتمع ومدى افتقاده لمثل هذه الأنشطة.
وعن تجربة إقامة المعرض النسائي الأول للفنانات التشكيليات بالتعاون مع مستشفى الملك فهد بالباحة تتحدث الزهراني بكل ثقة قائلة: بالتأكيد كان معرضاً رائعاً على الرغم من كونه أول معرض نسائي يقام في الباحة وتحت إشراف اللجنة النسائية، وربما تتجلى أهم نجاحات هذا المعرض في إبراز فنانات تشكيليات بالمنطقة، كن يعشن خلف الستار لأسباب كثيرة في مقدمتها التقاليد الاجتماعية، فالمعرض أتاح لنا فرصة التعرف عليهن وتقديمهن للمجتمع في الوقت الذي تتحرج معظم الفنانات من المشاركة في المعارض العامة بسبب الاختلاط، أو بسبب معارضة الأهل والأزواج لنفس السبب، وكان لجمعية الثقافة والفنون والشؤون الصحية بالباحة دور كبير في تذليل كثير من تلك المعوقات، وفي مقدمتها إيجاد المكان المناسب، إضافة إلى الدعم المادي والمعنوي.
وتؤكد الفنانة الزهراني أنها تحب استخدام كل ماله علاقة بالرسم وتجربة أشياء جديدة تقدم نتائج مختلفة وطابعاً جديداً.