وعود الشرفيين لم تتحقق والنادي يفرط بنجومه سنوياً لتوفير ميزانية مستقرة
لم يدر في مخيلة الإدارة الإتفاقية هذه البداية المهتزّة لفريقها الكروي الأول في دوري زين للمحترفين، فبعد معسكر إعدادي في ألمانيا، ودعم رأت توفيره للفريق على الصعيدين الفني والإداري، حددت إدارة الرئيس عبدالعزيز الدوسري سقفاً عالياً لطموحاتها في المنافسات المحلية، ولكن حسابات البيدر الإدارية لم تتفق مع حسابات الحقل الفنية، والنتيجة خسارتين مقابل انتصارين صعبين بعد أربع جولات فقط من دوري زين للمحترفين..
لكن هل بالغت الإدارة في توقعاتها أم أن الفريق لم يحقق بالفعل المأمول منه؟.
استعداد مبكر
حاولت إدارة الاتفاق مبكراً ترتيب أوراقها لتجهيز الفريق الكروي ليكون حاضراً بقوة في المنافسات، ووفرت معسكراً إعدادياً للفريق في ألمانيا خاض خلاله عدداً من اللقاءات الودية، بجانب حفاظها على الاستقرار الفني بالإبقاء على المدرب الروماني ايوان مارين لعام آخر، وتعاقدها مع أربعة محترفين جدد، رغبة في تلافي أخطاء الموسم الماضي، وعلى الصعيد المحلي لم تكن هناك صفقات تذكر إلا أنها استطاعت تجديد التعاقد مع المدافع فهد المفرج والحارس محمد خوجه.
الميزانية
لا زالت الظروف المالية تجبر نادي الاتفاق على التخلي عن أحد لاعبيه سنوياً أما بنظام الإعارة أو البيع النهائي، وكان آخر الراحلين لاعب الوسط عبدالرحمن القحطاني الذي انتقل للنصر بصفقة درت على النادي عشرة ملايين ريال، وكاد المدافع الأيسر راشد الرهيب أن يلتحق بنادي الاتحاد إلا أن المفاوضات تعثرت في اليوم الأخير بسبب بعض التفاصيل، كل ذلك يعني عدم قدرة الإدارة على توفير ميزانية مستقرة للفريق وهي أمر لها كل العذر فيه، فلا رعاة رسميون ولا رجالات النادي أوفوا بالحد الأدنى من وعودهم التي أطلقوها في وقت سابق، وببساطة شديدة فإن الرئيس عبدالعزيز الدوسري هو من يتصدى غالباً لسد أي نقص في ميزانية الفريق كل موسم.
المحترفون الجدد
سيكون من الظلم إطلاق أحكام مسبقة على الرباعي المحترف الأجنبي في الاتفاق على خلفية قصر المدة التي قضاها هؤلاء مع الفريق، إلا أن البوادر تبين أن المهاجم الأرجنتيني سباستيان يمتلك كثيراً على الصعيد الفني ليقدمه مع الفريق بعد أن سجل 3 أهداف حتى الآن في 4 لقاءات في الدوري، فيما قدم الثنائي البرازيلي لازاروني وماتيوس مردوداً مقبولاً حتى الآن، وتبقى المفارقة الوحيدة ممثلة في المحترف العماني حسن مظفر الذي لم يلعب مع الفريق أي لقاء منذ وصوله الدمام، رغم مشاركته أخيراً مع منتخب بلاده أمام ماليزيا، ولا نعلم إن كان السبب فنياً، فمارين يمتلك في الجهة اليسرى التي يجيدها حسن مظفر الظهير أحمد عكاش الذي يبلي حسناً مع الفريق، فهل كان التعاقد مع مظفر لشغل خانة محترف آسيوي فقط أم لأمر لا يعرفه المتابعون.
إدارة الكرة
بعد رحيل المدير السابق زكي الصالح في بداية الموسم الماضي ضحية الإشكاليات التي رافقت مشوار الاتفاق آنذاك، تناوب على المنصب أكثر من شخصية قبل أن تستقر الإدارة على الإداري الجديد القديم خالد الحوار الذي يشغل أيضا مدير شؤون الاحتراف في النادي، وحتى الآن تسير الأمور بهدوء منذ استلام الحوار لإدارة الكرة، وهو أمر يحسب له في النهاية.
مساعد المدرب
عينت إدارة الاتفاق لاعبها السابق سمير هلال مساعداً فنياً للروماني مارين بعد تجربة فنية مع نادي الخليج في الدرجة الأولى، ولعل الغريب أن الإدارة عرضت على هلال في البداية منصباً إدارياً وهو مدير الكرة ووافق هلال مبدئياً قبل أن يحدث بعض الاختلاف على بعض الأمور لتتم الاستعانة به في نهاية الأمر بدور فني وهو مساعد المدرب، فهل تعتبر إدارة الاتفاق الفرق بين منصب إداري وفني أمراً بسيطاً بحيث يستطيع شخص واحد الاضطلاع بأي منهما، وهو ما يعطي إجابات لأسئلة أخرى في النادي.
نتائج متفاوتة
من الواضح أن النتائج الحالية للفريق لا ترضي الإدارة الاتفاقية وسببت سخطاً على الجهاز الفني الذي أصبح كرسيه هشاً، ولكن سيكون من العدالة بمكان طرح سؤال على الطاولة الاتفاقية، هل يصح العتب الحالي على المدرب، هل كانت تنتظر الإدارة من فريق تم توفير غالبية ميزانيته من بيع عقود لاعبيه بأن ينافس فرق الميزانيات المفتوحة وعقود الرعاية مثل الهلال والاتحاد والنصر والأهلي والشباب، الإجابة لأي متابع منصف هي لا، فالاتفاق كان قبل مارين، وسيكون كذلك بعده، فريق النتائج المتفاوتة التي لا تثبت على مستوى معين في موسم، وهو أمر يعود لأسباب فنية ومالية، فالفنية تتمثل في عدم وجود لاعبين مؤثرين في خارطة التشكيل الأساسي بقيمة فنية عالية قادرين على إحداث الفارق في الأوقات الصعبة، ويستطيع المدرب أن يعول عليهم في بناء خطته الفنية، أما الأسباب المالية فهي عدم وجود دخل قوي يدعم خطط النادي لبناء فريق منافس، فما يحدث في الاتفاق أمر خاطئ لأن من يدفع هو الرئيس غالباً، وهو يحصر التزامات النادي في حدودها الدنيا، ومعالجة ذلك تحتاج إلى موضوع آخر يتعلق بالخصخصة والتمويل ودخول شركات وطنية مثل المصارف وغيرها لدعم الأندية المحلية، أما ما يتعلق بالاتفاق فان ذلك يعني مواصلة مشوار التباين كل موسم والضحية في النهاية هو المدرب.