استغلال مادي في المشاغل النسائية وإقبال كبير على مستلزمات الزينة
تتميز ليلة العيد بخصوصية دون غيرها من الليالي، وتمتلئ بالمفاجآت والمواقف المتناقضة والطريفة. ورغم أن الشباب يعرفون موعد العيد مسبقاً، إلا أنهم غالبا ما ينسون أو يتناسون تنظيم أعمالهم وترتيبها ليتسنى لهم إنهاؤها في وقت مناسب دون ارتباك، وهو ما يجعل بعضهم يضطر إلى الدخول في سباق مع الوقت، فتراه يقطع الإشارات المرورية، ويتجادل مع الجميع دون استثناء سعياً لإنجاز قائمة من الطلبات لاتزال تشغله، متناسياً أن ليلة العيد يجب أن يقضيها الفرد فى فرح وسرور دون انشغال أو مطاردة للحاق بالحلاق أو المغسلة أو الخياط.
الوطن رصدت أغرب المواقف التي يتعرض لها الناس في ليلة العيد، سواء في العاصمة الرياض، أو بقية مناطق المملكة.
أرقام وانتظار بالساعات لكل من يريد الدخول إلى الحلاق، إذ لجأ بعض الحلاقين إلى استعمال فكرة الأرقام على غرار ما تفعله البنوك وبعض الشركات، أحد أصحاب محلات الحلاقة في الرياض أحمد شالي، تركي الجنسية، يؤكد أن الهبوط الاضطراري لعدد زوار الحلاقين يبدأ من يوم عشرين رمضان، ويقف العمل في يوم 28 من شهر رمضان، ولكن يدخل الحلاق في حالة جنون في ليلة العيد، ليواجه الطلبات المتزايدة، ورغبة الكل في إنهاء الحلاقة في أسرع وقت ممكن، وتفادي الزحمة قدر المستطاع.
ليست محلات الحلاقة وحدها التي تتميز ليلة العيد بالزحام، فمغاسل السيارات أيضاً يكثر فيها الزحام، إذ تتقاطر السيارات بكثرة، ويزدحم المكان وتضيق الأماكن، وقبل الأماكن تضيق الأنفس، ويشتكي أصحاب السيارات من البطء، وكأن العمال يتعمدون التأخير لرفع ضغط الزبائن، زحمة المكان تجبر بعض مشرفي المغاسل على الاعتذار، واستقبال آخرين، لحل أزمة الازدحام، وتجنباً للصدامات بين العملاء والمستفيدين. ولايختلف الأمر كثيراً عند محلات غسيل الملابس عن محلات غسيل السياران ، إذ يتعمد بعض أصحاب مغاسل الملابس إلى زيادة الأسعار، ليصل الارتفاع إلى 100% في بعض المحلات، مما يجبر الناس على دفع المبلغ من دون جدال، ليحصل على مبتغاه، وينتهي من أزمة الثياب، ليبدأ في حل أزمة أخرى.
الخياط مقبول يعمل في الخياطة منذ أكثر من عشرين عاماً، والذي يؤكد أن التأخير عادة سعودية بامتياز، فكل الشباب يتأخرون إلى العشر الأواخر من رمضان، والكل يحرص على اقتناء ثوب جديد وبمواصفات شبابية تبدأ بتطريز الثياب، ولا تنتهي بالثياب المخصرة، ويشدد مقبول على أنه لا يرفع الأسعار، لأن الزبائن لديه يعرفون الأسعار مسبقاً، والكل يحضر ويعرف كم سيدفع في مقابل الخياطة، ولكن الضغط النفسي والعصبي الذي يعانيه الخياط جرّاء الخياطة طوال العشر الأواخر ومواصلة العمل بلا انقطاع تجعل الأخطاء ورادة في هذه الحالة.
وشكت المستثمرة في المشاغل النسائية أحلام الفرحان، من الوضع في آخر ليلة من الشهر الفضيل، وقالت إنه يستوجب استئجار أكثر من عاملة، إضافة إلى العاملات الموجودات في المحل، لأن الوضع لا يحتمل من الازدحام الشديد على جميع مستلزمات الزينة اللاتي تحرص عليها النساء, وعن الارتفاع الملحوظ في أوقات الذروة في المشاغل النسائية، تؤكد آلفرحان أن المبالغ ترتفع بالطبع، لأن الازدحام على أشده، والكل يبحث عن خدمة مميزة.
وأضاف أحد أولياء الأمور فيصل العلي، أن أسعار المشاغل النسائية تكون صعبة على عائل الأسرة، خصوصاً إذا كانت الأسرة كبيرة، والعائل شخص واحد. وكل التبريرات التي يسوقها التجار في هذا المجال لا تؤخذ في الحسبان، إذا اخذنا على سبيل المثال الاستشوار الذي لا يأخذ خمس دقائق بثلاثين ريالاً في وقت الذروة، فهذا ارتفاع وظلم على المستفيد.