علي عايض عسيري-أبها

ليس مستغربا أبدا أن يطل علينا أحد مسؤولي إدارة الجوازات، ويخرج لنا ما بجعبته عبر تصريح صحفي أو مقابلة عابرة متطرقا لأسباب الهروب ودور الأسرة في استقرار العاملات نفسيا وماديا وخلقيا ويختتم تصريحه ومقابلته بعبارته التالية أن مشكلة هروب العاملات المنزليات مشكلة لم تصل لحد الظاهرة.
وبالجانب التربوي تحدث مشكلة عند باب إحدى مدارس البنين.. عدد من طلاب هذه المدرسة يعتدون على معلم مادة الرياضيات ويشبعونه ضربا ورفسا وركلا، لاعتقادهم بان هذا المعلم كان سببا مباشر في وضع أسئلة اختبار نهاية العام رغم أن هذه الأسئلة لم تخرج عن المنهج وحسب مواصفات الوزارة وينزف هذا المعلم دما وتطبع أخباره صباح الغد بأشهر الصحف ويطل علينا أحد مسؤولي وزارة التربية يستنكر ما تعرض له هذا المعلم وأنه سوف يرد اعتباره ويتم أخذ حقه كاملا ويطالب بتفعيل لائحة السلوك وتطبيقها على الطلاب المشاركين بهذه المشكلة ويختم بيانة الصحفي بعبارة أن هذه المشكلة لم تصل لحد الظاهرة.
وبالقرب من مقر دار ملاحظة الفتيات تنتشر الدوريات الأمنية والأجهزة المعنية بسبب هروب عدد من نزيلات الدار بداعي سوء المعاملة والضرب والتحرش الجنسي.. بعد هذه الحادثة بيوم يطل علينا أحد مسؤولي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ويقلل من أهمية هذه الحادثة ويستنكر تضخيم وسائل الإعلام لهذه المشكلة وأن هذه المشكلة لم تصل لحد الظاهرة.
وتتواتر المشاكل والمصائب بنفس السيناريو كل دقيقة وكل يوم ينصف من ينصف، ويحاكم من يحاكم ولا تكاد تخلو أقسام ومراكز الشرطة من المشاكل والقضايا وعبارة أن هذه المشكلة لم تصل إلى حد الظاهرة تتردد مرارا وتكرارا على ألسنة المسؤولين الكرام ومتحدثي الوزارات والإدارات وكأنها قد أصبحت خاتمة حديث وأخشى مستقبلا بان تصبح هذه العبارة موضة يتسابق الجميع على ترديدها واستعمالها قصدا لا جهلا في كافة التعاميم والمكاتبات اليومية.