أقسى ما ابتلي به النصر في العقد الأخير أن من يرأسه يريد أن يكون وحيداً في الصورة فلا يقرر ولا يصرح ولا يظهر في التلفزيون ولا يواجه الجمهور إلا هو، والويل كل الويل لمن أراد أن يخالف التعليمات.
متى يعرف صانع القرار أن ناديا مثل النصر لن يديره شخص واحد.. النصر يحتاج عدداً كبيراً من صناع القرار فهو مؤسسة كبيرة تحتاج مشورة الآخرين، أما مقولة (أنا أدفع والقرار بيدي) فقد أكل عليها الدهر وشرب بل أثبتت فشلها طوال تاريخ نادي النصر.
الحرب الخفية التي فتكت بالنصر أبطالها معروفون، ولو كان النصراويون يعملون لمصلحة النصر مثلما يسعى كل واحد أن يسقط الآخر لحقق النصر معظم البطولات.
معظم النصراويين يسهرون إلى الصباح ليس للتخطيط لمستقبل النادي وإنما لإسقاط فلان وإبعاد علان وتهميش آخر.
جماهير النصر التي أصبحت تعيش حالة تنفس صناعي لم تعد تنطلي عليها إقالة مدرب أو سفر الرئيس أو دموع هذا أو ذاك، جماهير النصر تقول لهؤلاء النصر ليس ملكاً لكم.. النصر ملك لجماهيره.
الخلافات قضت على كل شيء في النصر، وخرج على إثرها عدد من الأسماء التي كانت تحترق حباً في النصر، وباتت تشاهد عشقها من المنازل والديوانيات.
أعتقد أن من دمر النصر هو حب الأنا، والترزز في كل فضائية، ولذلك سيطول ابتعاده أعواماً مديدة مع هذه النظرية التي قضت على كل ما هو جميل في النصر عدا عشق جماهيره التي تكسر الخاطر وأصبحت تستحي من القول إنها تشجع النصر، بل تردد ابتلينا بحب النصر.