وزير الصحة يشهد توقيع اتفاقية مع مراكز عالمية
شهد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة في مكتبه بديوان الوزارة بجدة أمس، توقيع اتفاقية لإنشاء المركز الوطني لعلاج الأورام السرطانية بتقنية البروتون والأيونات الأخرى في مدينة الملك فهد الطبية، حيث وقع كل من وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد حمزة خشيم والمدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور عبدالله بن سليمان العمرو مع تحالف المجموعة المتحدة الطبية وشركة كوربيريون الألمانية، اتفاقية تنص على قيام المجموعة المتحدة الطبية وشركة كوربيريون الألمانية ببناء مركز وطني متخصص لعلاج الأورام السرطانية بتقنية البروتون في مدينة الملك فهد الطبية وتشغيل المركز ونقل التقنية الطبية المتقدمة، حيث يعد المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط.
وقال الوكيل لشؤون التخطيط الدكتور محمد خشيم في تصريح صحفي عقب التوقيع، إن هذه الاتفاقية تأتي ضمن منهجية وزارة الصحة الاستراتيجية في تبني البرامج الاستثمارية التى يمولها القطاع الخاص بهدف خدمة المريض وتحقق تطلعات المواطن في الحصول على العلاج المتقدم في مملكة الإنسانية ؛ حيث إن هذه الاتفاقية جاءت لترجمة بنود استراتيجية وزارة الصحية للرعاية الصحية في المملكة التي أقرها مجلس الوزراء العام الماضي لضمان توفير الخدمات الصحية لجميع الفئات السكانية والتي أكدت على تفعيل دور القطاع الخاص واعتباره موازيا ومكملاً مع دور الدولة في تمويل وتشغيل وتقديم الخدمات الصحية.
وبين مدير عام المدينة الطبية الدكتور عبدالله العمرو، أن هذه الاتفاقية تأتي بدعم من وزير الصحة الذي يولي كل الاهتمام لكافة المشاريع التي توفر الخدمات العلاجية للمرضى، مضيفا أن بناء المركز الوطني لعلاج السرطان بتقنية البرتون هو أحد الروافد الاستثمارية لصندوق الموارد للاستثمار بمدينة الملك فهد الطبية الذي أنشئ بقرار المقام السامي الصادر في 27 /7 /1427.
وأضاف أن بناء مركز متخصص لعلاج الأورام السرطانية بتقنية البروتون، يمثل نقلة نوعية كبيرة في علاج الأورام خاصة أن هذه التقنية تعد الأحدث عالميا ، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية تم دراستها وعرضها على مجلس إدارة المدن التخصصية بالوزارة في الاجتماع الرابع المنعقد بتاريخ 25/ 5 /1431.
وأوضح العمرو أن المركز سيعمل على معالجة مرضى السرطان بتقنية البروتون حيث تكمن هذه التقنية الحديثة إيصال جرعات عالية من الإشعاع لمنطقة الورم دون التأثير على الأنسجة المحيطة، وذلك من خلال توفير معلومات دقيقة تساهم في تحديد الجرعات المطلوبة من أشعة العلاج بدقة متناهية تصل إلى أجزاء من الملليمتر.
ويختلف العلاج بالأيونات البروتونية عن الطرق التقليدية للعلاج بأشعة جاما حيث إن هذه الطريقة تساهم في تسديد الأيونات البروتونية بدقة متناهية إلى الخلايا المصابة حسب عمقها وحجمها دون أن تلحق الضرر بالأنسجة السليمة المحيطة بالورم، مشيراً إلى أن 20 % من المرضى الذين يحتاجون علاجا إشعاعيا يمكن علاجهم بنجاح كبير باستخدام تقنية العلاج بالبروتون.
وأكد العمرو أن إدخال تقنية العلاج بالبروتون في المملكة سيساعد على استفادة المرضى منها الأمر الذي يسهم في تقليل مدة إقامتهم في المستشفيات كما أنه يعجل بشفائهم من الأورام، كما ستكون إضافة جديدة للخدمات الطبية على مستوى المملكة ضمن استراتيجية وزارة الصحة، لافتا إلى أن تقنية البروتون تمنح المملكة مركزاً مرجعياً لجميع الحالات في الدول المجاورة.
وقال الدكتور عبدالله العمرو إن 45% من مرضى السرطان يحتاجون إلى علاج بالأشعة و20% منهم يمكن علاجهم بالبروتون، مبينا أن العلاج بالبروتون لايزال الأفضل في هذا المجال على الرغم من التطور في مجال العلاج الإشعاعي في الآونة الأخيرة والتي نتجت عنها تحسن في مجال العلاج بالأشعة مع تغيير في نسب الآثار الجانبية الناتجة من الإشعاع. وأشار إلى أنه لا توجد دراسات تدل على تقنية تفوق هذه التقنية، إضافة إلى تسارع المراكز العالمية للحصول على هذه التقنية التي لا توجد إلا في مراكز محدودة في العالم.