أنزلت هيئة رقابية أوروبية عقوبات مالية قاسية وصلت إلى 518 مليون يورو (658 مليون دولار) ضد 17 مُنتِجا أوروبيا للحديد والصلب بسبب تشكيلهم احتكارا (كارتل) سريا عمل خلال السنوات العشرين الماضية على الهيمنة على الأسواق، وهو ما يتعارض مع قوانين التجارة الدولية التي تضمن المنافسة التجارية الحرة.
وتلقت شركة آرسيلورميتال ArcelorMital، وهي الأولى عالمياً في صناعة الحديد، حصة الأسد مِن العقوبة إذ يتوجب عليها أن تدفع 276,48 مليون يورو. وهذه الشركة مُتخصصة في صناعة قضبان الحديد المُستخدمة في الخرسانة المُسلحة، ولها مصانع في إيطاليا، وإسبانيا، والنمسا، وألمانيا، والبرتغال.
ووجدت الهيئة الأوروبية لحماية المنافسة أن كارتل الحديد والصلب هذا قد عمل على تقاسم الأسواق، وتوزيع وتبادل الزبائن بين أعضائه، وتحديد حصص للإنتاج، والاتفاق على أسعار دُنيا للبيع، وتبادل المعلومات التجارية الحساسة بما فيها عقود البيع المُبرمة مع الزبائن، والإبقاء على أسعار الحديد والصلب عالية. وقالت الهيئة إنَّ أعضاء الكارتل أسسوا فيما بينهم نظاماً محكماً ضمن مراقبة دقيقة لأسعار البيع وكمياته الواردة في العقود.
ولم تنج سويسرا مِن انتقادات الهيئة الأوروبية التي اكتشفت أنَّ أعضاء هذا الكارتل قد اجتمعوا بصورة سرية أكثر مِن 550 مرة خلال السنوات الـ 18 الماضية في فنادق موزعة في عموم أوروبا في إطار ما عُرِف باسم نادي زيورخ، نسبة إلى المدينة السويسرية الشمالية التي جرى فيها تأسيس الكارتل.
وإزاء هذه الانتقادات أعلن ناطق باسم الهيئة الاتحادية السويسرية للمنافسة COMCO (هيئة حكومية) اليوم أن سويسرا لم تكن على علم بهذه الاجتماعات، وهي غير معنية بها، حتى إنها لم تعرف بنتائج التحقيق الأوروبي مع الكارتل لغاية صدور الأحكام. ودعت الهيئة نظيرتها الأوروبية إلى توقيع اتفاقية على غرار اتفاقية شنجن لتبادل المعلومات والتعاون لضمان حرية المنافسة التجارية.