أنا شاب من مكة المكرمة، تجربتي ببساطة تتمثل في أن والدي توفي قبل سنة ونصف، وعلى كفالته عمالة أجنبية متنوعة المهن، ومنهم حارس، وفي نهاية الشهر استأذننا بأن يسافر، وقد تبقى من إقامته ثلاثة أشهر، وكوني وكيلا عن إخوتي وأمي، تقدمت بطلب نقل كفالته من أبي المتوفى إلى أخي حتى يتسنى لي تجديد إقامته، ومن ثم عمل تأشيرة الخروج، والعودة، ومن هنا بدأت المصيبة، رُفض طلب نقل الكفالة لأنه في نظام الجوازات الجديد كما أخبرني الموظف المسؤول لم يعد لمسمى وظيفة حارس مكان، فيجب تحديد المهنة بشكل أوضح، فإما حارس عقار، وإما حارس مؤسسة، فتم تحويلي إلى شؤون الأجانب، وهناك أخبرني الموظف المختص بأن الموضوع لا يحل في الجوازات، ولكن في الاستقدام مدينة جدة، وتم إرسال خطاب استفسار للاستقدام عن المقصود بمهنة حارس في التأشيرة التي دخل بها الحارس المملكة عام 1415هـ تقريبا، وكان تاريخ إرسال الخطاب 13/ 6 من العام الماضي، وكنت بشكل أسبوعي أراجع الجوازات للاستفسار عن الرد، وفي كل مراجعة أشرح لنفس الموظف الذي بعث المعاملة أسباب مراجعتي له، وفي الآخر قام بإعطائي رقم المعاملة، وقال لي اذهب إلى الاستقدام، وأبحث عن معاملتك، فسألته عن المكان فأخبرني أن استقدام العمالة المنزلية موجود في حي الصفا، ورغم أني معلم فقد اضطررت للاستئذان، والذهاب بنفسي للاستقدام في جدة، وإذا تخطيت ـ البهدلة ـ، والمقابلات السيئة في بعض الأحيان من الموظفين الذين يشعرونك أنك أنت الذي عليك أن تخدمهم، لأفاجأ أن المعاملة ليست لديهم، ولا يعرفون عنها شيئا، فعدت من حي أتيت، حتي جاء منتصف شهر شعبان ومعه نهاية إقامة الحارس، ومعها غرامة تأخير التجديد 500 ريال، ثم رمضان فتوقفت عن مراجعة الجوازات فالصيام وحرقة الدم ما يتفقوا، وبعد العيد بدأت في رحلة المراجعة مرة أخرى ملاحظة هامة كل مراجعة أكرر نفس الحكاية، وعندما تغلغل اليأس لنفسي ذهبت إلى مكتب مدير الجوازات وكل من أوقفني في طريقي إليه قصصت عليه حكايتي فيسمح لي بالانتقال لمن يليه وهكذا، حتى مللت الحكاية، وبعد مقابلتي له مشكورا أرسلني إلى ضابط اعتقد أنه مدير صالة التجديد والتأشيرات الذي كان لطيفا، ومتفهما لمشكلتي، وجمع في مكتبه الضباط المسؤولين في نفس الصالة، وفي الصالة الأخرى نقل الكفالات، وتم إخراجي من المكتب ليقوموا بالتشاور والتباحث حول مشكلتي، وحارسي، ثم استدعوني لأفاجأ بكم من المقترحات التى جعلتني متأكدا، ومقتنعا بأن من أمامي من المسؤولين لا يملكون رؤية واضحة حول الحل المناسب، فسمعت من بعضهم بعض الحلول التي لا يقولها طالب من طلابي فما بالكم بمسؤولين من المفروض أن يكونوا مطلعين على القوانين والإجراءت المتبعة في مثل هذه الحالات إن كانت موجودة أصلا وأخيرا حكم رئيسهم بأن يتم إرسال خطاب آخر للاستقدام! وطلب مني أن أراجعهم اليوم التالي لآخذ رقم المعاملة، والذهاب مرة أخرى في رحلة استجمام إلى جدة، وزيارة الاستقدام لكي أحضر الرد بنفسي للجوازات، ولظروفي العملية لم أتمكن من الذهاب فأجلت الرحلة فترة وعندما ذهبت تفاجأت بأن المعاملة غير موجودة لديهم، أو لم تصل، فتجرأت مع الأسف بسؤال الموظف هل يوجد استقدام آخر في جدة؟ ولانشغاله بالحديث في الجوال اضطررت إلى الوقوف لبعض الوقت منتظرا للجواب، الذي ولله الحمد جاء بنعم في شارع الصحافة خلف نادي الاتحاد، وللأسف مع وصولي إلى هناك كانت الساعة الثانية ظهرا، وهو موعد هروب الموظفين ـ عفوا خروج الموظفين ـ فعدت من حيث أتيت أنتظر يوما آخر أستأذن فيه من العمل.