ثول: الوطن

رعاية جامعة الملك عبدالله للدورة تثمر عن تقارب شباب 3 محافظات رئيسية

تختم منافسات مسابقة دورة ثول الرمضانية لكرة القدم، غدا الأربعاء مباريات دورها الثاني (دور الـ 16 أو ثُمن النهائي) بعد اختتام دوري المجموعات قبل فجر السبت الماضي وتأهل 16 فريقاً من أصل 24 فريقاً كانوا يمثلون 6 مجموعات بتأهل الأول والثاني من كل مجموعة، إضافة إلى أفضل 4 فرق نالت المركز الثالث من المجموعات الست في الدورة التي تنظمها لجنة التنمية الاجتماعية في بلدة ثول برئاسة عايش الحجدلي ونائبه محمد الجحدلي الذي يرأس اللجنة المنظمة لمسابقة هذه السنة.
ومع انطلاقة المسابقة في 27 شعبان الماضي وحتى يسدل الستار عليها في العشرين من رمضان، كان واضحاً وبادياً للعيان ما حققته الدورة من نجاحات تمثلت أولها في تحقيق التقارب الاجتماعي عبر التجمع الكبير لمئات الشباب الذين يمثلون فرقهم المشاركة والتي تتبع لثلاث محافظات رئيسة (جدة، رابغ، وخليص) وما يتفرع عنها من عشرات القرى والمراكز، كعسفان وذهبان وقديد وغيرها، إذ يقطع هؤلاء اللاعبون، يتبعهم أضعافهم من جماهيرهم عشرات الكيلومترات كل ليلة، إلى ثول للعب والتنافس والتشجيع والترويح عن النفس وتناول طعام السحور على مائدة شاطئ ثول الجميل بتشكيلة من الأسماك الطازجة، إذ لا يفصل بين نهاية آخر نزال كروي ووقت الإمساك سوى ساعة واحدة لا تمكن المشاركين والمتابعين من التسحر في مدنهم وقراهم، ما أحدث انتعاشاً في مطاعم وأسماك وأسواق ثول الغذائية، كما مكنت شباب البلدة المستضيفة من العمل والحصول على الكسب الشريف من خلال بيع السندوتشات والمرطبات والبطاطس المقلية والشاي في الساحة الخارجية للملعب الذي تقام عليه منافسات الدورة.
وتأتي أهمية مسابقة دورة ثول الرمضانية لكرة القدم هذه السنة انطلاقاً من نواح عدة، أبرزها أنها تقام للمرة الأولى بدعم ورعاية ومتابعة من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بعد افتتاحها رسمياً قبل 11 شهراً و11 يوما، وهو الدعم الذي تبادر وتتبناه الجامعة في إطار برنامجها الكبير المسؤولية الاجتماعية والذي تضطلع به الجامعة البحثية الجديدة تجاه ثول وأهاليها ويشمل مختلف المجالات.
كما شهدت مسابقة ثول الرمضانية الكروية لهذا العام نقلة نوعية ومتقدمة في مسيرتها التي بدأت منذ سنوات، وبدت هذه المرة بشكل أكثر تنظيماً واحترافية عن مسابقات السنوات الماضية حيث اعتمد القياس القانوني لمساحة الملعب ويتواجد طاقم تمريضي وإسعافي بأدواتهما اللازمة طيلة مدة الدورة وتوحيد ملابس الحكام وتناوب اثنين من المعلقين الموهوبين والملمين باللعبة على الوصف والتعليق على أحداث المباريات، كما كان لافتاً ما بدا عليه ميدان اللعب من انبساط واستواء وتنسيق تمهيداً لزراعته بالعشب الطبيعي في وقت لاحق استعداداً للدورات المقبلة المنتظر أن تشهد احترافية أكبر، خاصة أنها تقام لأول مرة في موقع الكورنيش الجديد الذي تم افتتاحه رسمياً برعاية أمير منطقة مكة المكرمة بعد أن شيدته أرامكو السعودية مؤخراً بدعم وإشراف مباشرين من قبل جامعة الملك عبدالله ضمن المرحلة الأولى من مشروع تطوير بلدة ثول، وهو المشروع الكبير الذي سبق أن وجه به خادم الحرمين الشريفين القائمين على جامعته الجديدة لتنمية ثول وتطوير بنيتها التحتية.
وأسهمت شركات كبيرة مثل سعودي أوجيه، سالكو، نسما، أشى وبشناق، أفيردا، وأخيراً مصنع الهياكل الأساسية، في تجهيز الملعب بالأضواء الكاشفة وإنشاء مواقف وتشييد منصة صغيرة في وسط الملعب وتسوير الملعب بالكامل.
ولم تخل مباريات الدورة من الكشافين الذين يتبعون للأندية المعروفة والكبيرة من أجل متابعة المتميزين والموهوبين من اللاعبين المشاركين والفوز بتسجيلهم في الأندية التي يتبعون لها، كما كان حضور أهالي ثول، البلدة المضيفة، طاغياً وكثيفاً، فإضافة إلى ما مثلته لهم المسابقة من مكان للاجتماع والالتقاء صغاراً وكباراً والاستمتاع بكرة القدم ومنافساتها وموهوبيها الجدد، فإنها كانت أيضاً فرصة للنقاش والحديث عن مستقبل بلدتهم الوادعة مثمنين لجامعة الملك عبدالله وإدارتها كل المبادرات التي تقوم بها تجاه المكان وأهله متأملين مستقبلا أكثر ازدهاراً لمدينتهم ثول.